الثورة – فاتن أحمد دعبول:
من عالم الطفولة جاؤوا يرسمون أحلامهم، لتزهر إشراقات وإبداعات في عوالم الفن، يحملون المستقبل في أيديهم، هم أبناء الحضارة والجمال، تنطق قلوبهم وأعينهم بالفرح لأنهم كانوا على قدر المسؤولية في رسم جمال بلادهم، يتغنون به عبر أصواتهم التي صدحت بأعذب الألحان، يؤمنون بأن رعاية وطنهم تحفهم في كل حين، فكانت البراءة عنوانهم والأمل شعارهم.
وقد أخذت وزارة الثقافة على عاتقها الاهتمام والارتقاء بمستوى إبداعات الطفولة وتشجيع المواهب بأشكالها كافة، فكانت تحرص في كل عام وعبر مديرية ثقافة الطفل على تكريم الفائزين بالمسابقات الأدبية والفنية لأبناء الشهداء والأطفال ذوي الإعاقة والفائزين بالمسابقات السنوية، فكانت احتفالية” طفولة وإبداع” التي استضافها المركز الثقافي العربي بكفرسوسة تكريماً للفائزين في مسابقة 2021، في فنون الرسم والتصوير الضوئي والخط وأيضاً في الشعر والقصة والمقالة.
* احتضان الإبداع..
وبينت المهندسة سناء الشوا معاون وزيرة الثقافة أن تكريم الفائزين في مسابقات وزارة الثقافة، هو نشاط سنوي يقام في مختلف المحاور الفنية” رسم، تصوير ضوئي، مقالة، وشعر ..” ويأتي ضمن استراتيجية وزارة الثقافة لتحفيز واحتضان الإبداع، واكتشاف المواهب، وهو واحد من البرامج التي أطلقتها الوزارة.
وأضافت: تكريم اليوم هو للأطفال الفائزين وفق محاور متعددة ولفئات مختلفة، فقد تم اختيار الأفضل من الأفضل، عبر لجان متخصصة شكلت لهذه الغاية، والأعمال الفائزة هي نتاج جهود عام كامل، وسيكون تكريم آخر للفائزين في مدينة اللاذقية.
أعمالهم مطبوعة
وأوضحت ملك ياسين مديرة مديرية ثقافة الطفل أن التكريم هو تقليد سنوي لوزارة الثقافة، يتم اختيار الأعمال الفائزة في مجالات المسابقة كافة، لتكريم الأوائل من الفائزين، في دمشق والمحافظات كافة، ففي كل محافظة فريق متخصص بمتابعة المبدعين من الأطفال، وتخصيص ورشات عمل لتطوير مهاراتهم.
ورغم أن عدد المتقدمين للمسابقة كان كبيراً جداً، فقد اخترنا الأفضل بواسطة لجنة متخصصة وكان عددهم حوالى 200 مشارك من المحافظات كافة، وللتخفيف من أعباء السفر على الأطفال، سيتم تكريم الأطفال في محافظاتهم.
وعن المشاريع الجديدة بينت ياسين أن هناك العديد من ورشات العمل والمشاريع الهامة من مثل” مهارات الحياة، نغم وقلم، خيال الظل” ومشاريع عديدة لمتابعة الأطفال الموهوبين في المحافظات كافة.
وثمة ورشات عمل للعناصر الشابة فوق 18 سنة، لتدريبهم على الخط العربي، وكتابة القصة وخيال الظل، لأنها مشاريع ضمن خطة وزارة الثقافة، وجدير ذكره أن الأعمال الفائزة ستطبع ضمن منشورات وزارة الثقافة.
* انتماء للمكان..
وبدوره بيَّن محمود سالم، مصور ضوئي عضو لجنة المسابقة، أن التصوير بات واحداً من الفنون الفاعلة، لذلك نعمل على تدريب الأطفال ضمن ورشات عمل لإعطائه المعايير الأساسية في التصوير، لأن الطفل يعمل بعفوية وتلقائية، فتأتي أعماله مميزة، والتصوير يمنح الطفل ثقافة بصرية، ويكرس لديه الشعور الوطني والانتماء للمكان عبر توثيقه لما يختاره من محيطه.
* مشاركات دولية..
ومن جهته توقف خضر حمدان عند أهمية تلك المسابقات في تنمية مواهب الأطفال، وخصوصاً أن لجنة متخصصة هي التي تقيم الأعمال” لجين الأصيل، محمود سالم، ذكاء عزت الكحال، أكسم طلاع” وهذا يمنح المسابقة الموضوعية، وعليه يتاح للأعمال المشاركة أن تنتقل إلى المسابقات الدولية، لتمثل أطفال سورية الموهوبين.
* مبدعون..
ارتبطت رسومات الأطفال بالمكان، فقد رسمت تالا أبو النصر الطبيعة مستمدة مادتها من محيطها، بينما اختارت ميرا البابا الآثار لأنها تشكل هوية سورية، بينما توقفت لجين سليمان في رسوماتها عند نواعير حماة وهي تروي الأرض العطشى برؤية متميزة، ووجدت زينة محمد في أزهار الغوطة ضالتها، لأنها برأيها تعطي الفرح، واختارت آية المنطلب جامعاً قديماً في دمشق القديمة ليكون مشروعها في المسابقة.
تضمن الاحتفال تكريم الأطفال الفائزين، فكانت هناك جوائز مادية وجوائز عينية من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب، واختتم الحفل بتقديم الأطفال الفائزين بالغناء بعض الأغنيات بقيادة الأستاذ سومر نجار.