الثورة – فؤاد مسعد:
حصد الفيلم القصير (يوم عادي جداً) سيناريو وإخراج أنس زواهري على جائزة أفضل فيلم في الدورة السابعة من مهرجان بانوراما الفيلم القصير الدولي في تونس التي أقيمت خلال الفترة الواقعة بين الثامن والعاشر من الشهر الجاري، وقد نافس في المسابقة الرسمية للمهرجان أربعة وعشرون فيلماً قصيراً من ثلاث عشرة دولة عربية وأجنبية (عشرون فيلماً روائياً وأربعة أفلام وثائقية).
فيلم (يوم عادي جداً) من إنتاج المؤسسة العامة للسينما ضمن إطار مشروع دعم سينما الشباب ط، تمثيل : همام رضا، تماضر غانم، أليانا سعد، محمد وحيد قزق، سليم صباغ، فؤاد العلي، محمد خطاب، زين خزام، نوار البقاعي.
وسبق له المشاركة في العديد من المهرجانات محققاً عدداً من الجوائز، حيث نال الجائزة الذهبية في مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة السابع، أما خارج سورية فحصد الجائزة الذهبية في الدورة السابعة من مهرجان الاسكندرية للفيلم القصير، والمركز الثاني في مهرجان الكويت للسينما الجديدة وتنويه خاص من المهرجان المصري الأمريكي للسينما والفنون.
يلقي الفيلم الضوء على مختلف طبقات المجتمع من خلال حكاية تجري أحداثها ضمن مساحة مغلقة هي حجرة سيارة الأجرة التي تمتد في مفهومها وفلسفتها لتشمل المجتمع والعالم، فالبطل هنا سائق يجول في شوارع المدينة ويعاني من ضغوط الحياة المختلفة، ومن خلال الزبائن الذين يقوم بإيصالهم نتعرف على مجموعة من الحالات والطبائع المتنوعة والمتفاوتة عبر رصد مباشر للحياة الروتينية التي يمر بها أي شخص خلال يومه الاعتيادي والتي باتت تعبّر بشكل أو بآخر عن طبيعة المجتمع، ويمكن اعتبار الفيلم محاولة لإعادة إنتاج الواقع الذي نراه كل يوم ونمر عليه غير آبهين ولكنه في النتيجة يشكل مسيرة حياة، متناولاً في محوره حكاية تم خلالها تقديم خمس حالات غلب على آلية التعاطي معها في العمق البعد التراجيدي، إلا أنها حملت في لبوسها الظاهري روحاً كوميدية، فالألم لم يعد أمراً غريباً وهناك حالة من التبلّد حتى في المشاعر وسط أتون لهيب الحياة وكأنه حجر الرحى الذي لا فكاك منه، إنها عوالم مهمشين يكابدون شظف العيش وليس لديهم وقت ليعيشوا إنسانيتهم وإن للحظات.