ثابت وبدهي أن شهر رمضان هو شهر الطهر والعبادة والعمل، وأن سورية الموطن الحقيقي للمبدعين، فالسوريون هم الذين علموا العالم كيف يحتفون بالربيع وكيف يصنعون له طقوس الخصب والانبعاث، وها هو شهر الخير يأتي مع فصل الربيع لتأتي معه من جديد طقوس الفرح والجمال والمصالحة مع الذات.
صحيح أن الكثير من الأشياء قد فقدت بريقها بسبب ظروف الحرب والحصار الاقتصادي الجائر بحق السوريين وأننا في زمن مضى كنا نشعر بقيمة الأشياء أكثر بكثير، لكن أجواء رمضان في سورية تحديداً تحمل معها الهدوء والسكينة والطمأنينة لتنعش أرواحنا وقلوبنا، وتزيح عنّا تعب الأيام .
رمضان لهذا العام يأتي بظروف استثنائية، وخصوصاً مع رفع الأسعار للمواد والسلع والخدمات كافة، لذلك ما أحوجنا أن نعيد النظر في سلوكياتنا الاستهلاكية الخاطئة، ومحاولة إعادة تدوير دخلنا ليكفي حاجاتنا والتزاماتنا غير المنتهية.
ندرك أن أسباب التعب كثيرة، وأنها تملأ حياتنا اقتصادياً واجتماعياً.. لكن شهر رمضان يعيد البهجة والسرور إلى حياتنا من جديد، فمن أقدر من السوريين على صناعة الفرح ومقاومة العواصف مهما كانت قاسية…
في ظروف كهذه نستحق طبعاً أن نبحث عن فسحة أمل تجدد فينا الشغف، لننسى مآسي كادت تلتهمنا، فرمضان فرصة لتغيير السلوكيات وانتشال النفوس التي أثقلتها ماديات الحياة وألهتها شواغلها والسير بها في طريق جديد كله نقاء وإخلاص وعزم .
الأصل في هذا الشهر الكريم، أن يكون للطاعة والمغفرة والزهد، والشعور بالفقراء والمقهورين الذين يحتاجون فيه لكلمة طيبة من قلب كريم يشعر بمعاناتهم بعد أن أنهكم التعب والعوز.
رؤية -عمار النعمة