رنا بدري سلوم
ترك صدى صوته معلّقاً على جدران المسارح، فأبى أن يبدأ «أبو الفنون» قبل تحيّة ابنه البار نضال سيجري «شارلي شابلن العرب»، المسرحيّ الذي بكينا وضحكنا معه، حاجزاً لنفسه مكانةً بيننا.
وفاء له سمي المسرح في دار الأسد للثقافة والفنون باللاذقية باسمه، وفي المسرح نفسه قدم مساء أمس عرض المونودراما «ليلة أخيرة» تكريماً له، حيث تألق المبدع مدين رحال عبره في تجسيد شخصيات كثيرة عن نصٍ للروائي والقاصّ محمد الحفري مخرج المسرحية. وحول خصوصية الدور أشار الفنان رحال في تصريح لصحيفة الثورة أنه قدم شخصية عباس بتناقضاتها وكل ما يدور حولها من موت وتهجير وقصف، يقول: «هي قصة رجل يعمل في بيع الكتب المستعملة والجرائد على الرصيف يخرج من البيت صباحاً ويعود مساء ليؤمن لزوجته طلباتها ولكن من مساوئ القدر أن زيجاته الأربعة لم يوفق بها حتى في زواجه الرابع من خديجة ،المنكان، الخشبة المقطوعة من شجرة والتي أحبها، وتترك المسرحية باب التساؤلات مفتوحاً، وبعضاً من الوجع ومن البساطة والعمق معاً».
قُدم العرض برعاية اتحاد الكتاب العرب الذي يعمل على إحياء المسرح باستقطاب الكتّاب والشعراء والروائيين لتفعيل دور المسرح في جميع المحافظات، وفاء وإكراماً لكل حاضر غائب ندر نفسه لخشبة المسرح، المسرح الذي كان وفياً للراحل نضال سيجري الذي لم يكن بعيداً عن كل ما يؤلم الناس، ومن ينسى عبارته «وطني مجروح، وأنا أنزف، خانتني حنجرتي، فاقتلعتها، أرجوكم، لا تخونوا وطنكم».

التالي