لايمكن أن ينجح أي عمل أو أي مشروع مهما كان دون التزام الدقة في تنظيم الوقت والمواعيد؟ لذلك فإن المشهد الكروي في الدول المتقدمة مضبوط بشكل لافت للنظر، وعنايتهم بالوقت ربما تكون إحدى أهم دعامات تطور الكرة لديهم.
في الدوري الإسباني على سبيل المثال، أعلن اتحاد كرة القدم موعد انطلاق وانتهاء الموسم، بل ومواعيد المباريات بالتاريخ واليوم إذ أعلن لقاء العملاقين برشلونة والريال المحدد بـ 16 تشرين الأول في مدريد وقد تم هذا فعلاً، وسيتواجهان في الإياب في برشلونة يوم 19 آذار من العام المقبل.. هكذا هو التنظيم وهذا هو مفتاح النجاح.
عكس هذا تماماً نراه عندنا، وكل إجراءاتنا عبارة عن إسعافات أولية لإصابة جاءت دون أن نحسب حسابها!! ألم نكن نعلم بدورة الأردن الودية؟ حتى لعبنا جولتين من الدوري ثم توقفنا ثم لعبنا ثلاث جولات لنتوقف من أجل الأولمبي لمدة شهر تقريباً؟.
لماذا تتحمل الأندية التبعات المالية والفنية والنفسية الناجمة عن (التوقفات – الإصابات) غير المحسوب حسابها، ولا يمكن لاتحاد الكرة سوى تقديم إسعافات أولية؟! ولماذا لا يخطط اتحاد الكرة مسبقاً لتوقف الدوري بحيث تدخل الأندية في غيبوبة محسوبة يمكن خلالها استثمار الوقت في العلاج الناجع؟.
يمكننا الجزم بأننا الوحيدون في العالم الذين لا يدرون متى يتوقف الدوري ومتى يبدأ من جديد ومتى ينتهي، لأننا غير منظمين، ولهذا تدفع أنديتنا ضرائب مالية وفنية ونفسية هي بغنى عنها، فالإدارات عليها دفع رواتب الشهر للاعبين لم يلعبوا، والمدربون لا يعلمون ماذا يفعلون لأنهم لا يملكون العدد الكافي من اللاعبين وهم ليسوا منجمين كي يعرفوا كم ستطول منافسة منتخبنا الأولمبي ومتى يخرج منها ويعود الدوري؟! ونفسياً فإن الفرق المنتشية بالصدارة ستكسر حدة همتها العلية وتبرد مواقد مشجعيها ولاعبيها والعكس صحيح.
بمعنى أنها غيبوبة غير مفيدة كما قلنا، فمتى ننظم وقتنا مثل الناجحين في الدول المتقدمة رياضياً والذين يستفيدون حتى من الغيبوبة؟ ومتى نتخلص من الإسعافات الأولية التي تعد مكياجاً لا علاجاً؟!