الثــــورة:
توفيت “بريسيلا سيتيني”، البالغة من العمر تسعة وتسعين عاماً، والتي يُعتقد أنها أكبر طالبة في المرحلة الابتدائية في العالم، في منزلها في كينيا.
وجاء خبر وفاتها بعد أن بدأت صحة “بريسيلا” تتداعى بعد حضور فصلها الدراسي يوم الأربعاء. فإن الطالبة البالغة من العمر 99 عاماً وزملاءها في الفصل البالغين من العمر 12 عاماً، كانوا يستعدون للامتحانات النهائية التي كان من المقرر أن تبدأ الأسبوع المقبل.
يُشار إليها بمودة باسم “غوغو”، والتي تُترجم في لغة كالينغين المحلية على أنها “جدة”. في عام 2015 كانت أخيراً تتعلم القراءة والكتابة، وهو أمر لم تفعله قط عندما كانت طفلة.نشأة بريسيلا سيتيني وتأثيرها لضرورة التعليم
نشأت “بريسيلا سيتيني” في كينيا، التي كانت تحت الإمبراطورية البريطانية في ذلك الوقت. وشهدت فيما بعد الكفاح من أجل استقلال أمتها. في البداية رفضتها المدرسة، لكنها سرعان ما أدركت مدى التزامها بالتعلم. قبل انضمامها إلى مدرسة ليدرز فيجن الإعدادية في عام 2010، عملت “بريسيلا سيتييني” كداية- تساعد النساء أثناء الولادة- في وادي ريفت لأكثر من 65 عاماً. ومن المثير للاهتمام أنها ساعدت أيضاً في ولادة عدد قليل من زملائها في الفصل، الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 14 عاماً.
وقالت : “أردت أن أقدم مثالاً للفتيات في جميع أنحاء العالم اللواتي لم يذهبن إلى المدرسة، وأصبحن دون تعليم.. لن يكون هناك فرق بينك وبين الدجاجة”. كما كانت تناقش الأطفال الذين لا يدرسون في المدرسة.
قالت للمنفذ: “قالوا لي إنهم كبار في السن. فأقول لهم: حسناً، أنا في المدرسة، وعليكم أنتم كذلك”.
فإنها تلقت أيضاً إشادة من اليونسكو لجهودها في التعليم، وأخبرت وكالة الأمم المتحدة أنها تريد تحفيز الأمهات الشابات على العودة إلى المدرسة.
رُويت قصة “بريسيلا سيتيني” في فيلم فرنسي بعنوان Gogo، مما أتاح لها فرصة زيارة فرنسا ومقابلة السيدة الأولى “بريجيت ماكرون”. وقد أشاد “باتريك بيسيس”، الكاتب المشارك للفيلم، بالسيدة البالغة من العمر 99 عامًا على تويتر، حيث قال: “بريسيلا سيتييني المعروفة باسم غوغو تركتنا في سن مائة عام. كنت قد كتبت مع باسكال بليسون Gogo، وهو فيلم سحرته بتأثيرها. في كينيا، صُدمت لأن حفيداتها لا يذهبن إلى المدرسة، مع أنها تدرس. رسالتها حول تعليم الفتيات ما زالت حية”.
الجدير بالذكر أن الرقم القياسي الحالي لأقدم تلميذ مدرسة ابتدائية في العالم في كتاب غينيس للأرقام القياسية يحتفظ به كيني آخر، وهو الراحل “كيماني ماروج”. ذهب إلى المدرسة عن عمرٍ يناهز 84 عاماً في عام 2004 وتوفي بعد ذلك بخمس سنوات.