يضغط أردوغان على زناد التسعير العدواني على الأراضي السورية مستغلاً الأزمات الحادة التي تعصف بالخريطة العالمية، فيتسلل من ثقوب انعدام فعالية القرارات الدولية الملزمة باحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها لتمرير مشروع احتلالي بلبوس كذبة ” مناطق آمنة” يناور لتكريسه واقعاً هجيناً على الجغرافية الوطنية، ويلقي بتعهداته على قارعة هوسه التوسعي.
مشهد التصعيد العدواني يؤكد مجدداً أن الذيل التركي أعوج ولو وضع في قوالب الاتفاقات، فالغايات القذرة لنظام انتهازي تبيح له المحظورات القانونية والأخلاقية، والمرحلة الأخيرة من عمر إرهابه على التراب السوري تحتم على لص أنقرة الظهور الوحشي على خشبة الأطماع، ليس مهماً بعرفه الوصولي أن تظهر عورات جرائمه على الملأ، طالما أن المجتمع الدولي يتعامى عن انتهاكات مواثيقه.
عربدة وقحة توسم كل تصرفات أردوغان وتغلف تصريحاته وادعاءاته، ويجاريه في فجوره بل وتتعداه صفاقة واشنطن بتصريحات إدارتها، فهي تارة تبدي قلقها على مصير أدواتها الانفصالية وتارة تتفهم المخاوف التركية وتسوغ الأعمال العدوانية، وهي بذلك تمسك بعصا هيمنتها من المنتصف على أداتي إرهابها، فمرة تضرب بها على رأس الواهم التركي ومرة تلوح بها لإرهابيي قسد بجزرة الانفصال وتركلهم بركلات التخلي.
فأميركا التي تسخن مرجل الأحداث، تعرف من أين يؤكل الكتف التركي كذئب متمرس في نهش فرائسه و لو كانوا شركاء إرهابه، و تعرف جيداً مقدار الوصولية عند الواهم العثماني فترمي له طعمها المسموم.
أما قسد الغارقة في أوحال الترغيب الأميركي، تتغافل عن التعلم من صفعات الرفض الشعبي لها، وتتعامى عن إدراك أن لا عهد ولا موثوقية بأميركا، وأنها لا تبالي بإشعال أدواتها الوظيفية أو طعن شركاء إرهابها في مقتل أطماعهم، و حتى الدوس على جثثهم كبساط يوصلها إلى قذارة مشروعاتها.
لن تجري رياح الخواتيم كما يشتهي لصوص واشنطن وأنقرة، ولن يجديهم نفعاً ما يقومون به من مناورات عبثية، فالمكتسبات المرجوة لن يطولوها في السياسة والميدان.