تدمر.. سليلة المجد وإعجاز الإنسان السوري

الثورة – فاتن دعبول:

في كلمتها الافتتاحية لعدد المعرفة المزدوج” 708، 709، لشهر أيلول وتشرين الأول للعام 2022، وتحت عنوان” تدمر يا سليلة المجد” قدمت د. لبانة مشوح وزيرة الثقافة عرضاً يبين أهمية مدينة تدمر الأثرية التي تفردت بحضارتها وباتت الألسن تلهج بذكرها بكل اللغات” تدمر إعجاز الإنسان السوري، سليلة المجد ومثار الفخار”، وتقول: لعبت تدمر طوال القرون الميلادية الثلاثة الأولى دوراً محورياً في التجارة الدولية على طريقي الحرير والبخور، ازدهرت وبنت الأوابد الضخمة وغدت محط أنظار وأطماع الجميع.. هذا التاريخ المشرف الذي يشكل أحد أهم مكونات هويتنا الثقافية الوطنية، هو ما أراد أعداء الحضارة تدميره.
وفي كلمة العدد وفي إطلالة أدبية على العالم يقول ناظم مهنا: كتاب كبار من القرن العشرين أطلوا على عالمهم، وأدلوا بقولهم قبل أن يغادروا الحياة” طاغور، لوركا، نيرودا، ناظم حكمت/ ومن الأحياء كونديرا وأدونيس .. شخصيات عظيمة استحقت أن ترسخ حضورها في أرشيف الذاكرة البشرية.
وفي كلمته يتحدث عن أدونيس وإطلالته الأدبية وحديثه عن الشعر العربي والثقافة واللغة والترجمة والعالم الذي نعيشه اليوم، وحالة أمة العرب وكيف فرطوا بروح التغيير التقدمي لصالح التغير التقني..”
يتوقف د. غسان بديع السيد عند سيغموند فرويد ونظريته في التحريم، عبر كتاب” الطوطم والتابو” الذي قدم فيه رؤيته لكيفية تنظيم الجماعات البشرية لحياتها بعد حادثة قتل أب الرهط البدائي، وما نتج عن ذلك من وضع أسس جديدة لحياة هذه الجماعات ..”
كما عرض فاتح كلثوم للمجلات الثقافية في سورية” 1949، 1963″ ودورها في تقديم المواهب الشابة التي شكلت إبداعاتهم علامة فارقة في تاريخ الحركة الثقافية في سورية، وأسهمت هذه المجلات في تعريف المجتمع السوري بكثير من الشخصيات الثقافية التراثية والعالمية، بالإضافة إلى خلق التعارف بين الأفراد الذين جمعهم الهم الثقافي.
ومن باب الدراسات والبحوث يطل بيان الصفدي على تجربة سعدي يوسف الشعرية التي تنتمي إلى السنوات القليلة التي أعقبت نهوض شعر التفعيلة على يد زملائه العراقيين الرواد” السياب، الملائكة، البياتي ..”
تستمر المجلة في تقديم العناوين القيمة في أبوابها الثابتة، فنقرأ للأديبة تانيا حريب بحثها في أدب الطفل المترجم، وأنه أدب يعكس قيم المجتمعات التي انطلق منها، وتأتي مهمة مترجم أدب الطفل في الالتزام بقيمنا الأخلاقية التي ترسخ حب الخير للآخرين، والإيثار والصدق في التعامل، ولتقدم للطفل العربي الأدب الذي يحمل قيماً سامية من دون إهمال الجوانب التربوية والترفيهية.
يتضمن العدد عرضاً لأهم إصدارات الهيئة يقدمها حسني هلال، ومنها رواية” أوراق الحاربي” لعلي المزعل، ورواية كمطر ملون أو أكثر للروائي سمير أبو غازي، ومجموعة شعرية للأديب أوس أحمد أوس” سرب كمنجات”.
ويختتم العدد بكتاب المعرفة الشهري” ثلاث روايات نموذجية ومقدمة” للروائي ميغيل دي أو نامونو، شاعر وروائي وفيلسوف إسباني، ويقول عن رواياته” أقدمها كمثل حياة وواقع، وذات قضية، وتتضمن فلسفات ورموزاً ومثلاً أخلاقية.
ويبدو أنه حقاً كان آخر الكلام لرئيس التحرير ناظم مهنا الذي غادرنا منذ وقت قريب بعد أن كتب آخر الكلام، يقول” هل انتهى الحلم الإنساني بالسعادة؟ عالم اليوم مريض، تخيم عليه الحلكة.. ويبدو لي أننا اليوم في أمس الحاجة إلى مصلحين حقيقيين أفكارهم قابلة للتحقق من أجل مدينة جديدة تليق بالإنسان المتحضر، تخرجه بأمان مما هو فيه”.
يبدو لم يمهله القدر ليرى حلمه يتحقق، رحم الله الكاتب ورئيس تحرير مجلة المعرفة ناظم مهنا، ولروحه السلام.

آخر الأخبار
الثقافة المؤسسية وحب العمل.. رافعة بناء سوريا بعد التحرير كل شيء عشوائي حتى المعاناة.. الأسواق الشعبية في دمشق.. نقص في الخدمات وتحديات يومية تواجه المتسوقين قيمة الليرة  السورية تتحسن و الذهب إلى انخفاض مجزرة الغوطة.. العدالة الغائبة ومسار الإفلات من العقاب مستمر التعاون مع "حظر الكيميائية" يفتح نافذة حقيقية لتحقيق العدالة في مجزرة الغوطة مجلس التعاون الخليجي: مواصلة تعزيز مسارات التعاون مع سوريا  أكرم عفيف لـ"الثورة": الفطر المحاري مشروع اقتصادي ناجح وبديل غذائي منبج.. مدينة الحضارات تستعيد ذاكرتها الأثرية مجزرة الغوطة.. جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم  حين اختنق العالم بالصمت.. جريمة "الغوطة الكيماوية" جرح غائر في الذاكرة السورية كيف نحدد بوصلة الأولويات..؟ التعليم حق مشروع لا يؤجل ولا يؤطر الصفدي: نجدد وقوفنا المطلق مع سوريا ونحذر من العدوانية الإسرائيلية خبير مصرفي لـ"الثورة": العملات الرقمية أمر واقع وتحتاج لأطر تنظيمية مجزرة الغوطتين.. جريمة بلا مساءلة وذاكرة لا تموت العقارات من الجمود إلى الشلل.. خبراء لـ"الثورة": واقع السوق بعيد عن أي تصوّر منطقي في الذكرى الـ 12 لمجزرة الكيماوي.. العدالة الانتقالية لا تتحقق إلا بمحاسبة المجرمين نظافة الأحياء في دمشق.. تفاوت صارخ بين الشعبية والمنظمة اقتصاد الظل.. أنشطة متنوعة بعيدة عن الرقابة ممر إنساني أم مشروع سياسي..؟ وزارة الأوقاف تبحث في إدلب استثمار الوقف في التعليم والتنمية