بداية لا بد من تنحية كل السلبيات عن عدسة المجهر عندما ننظر إلى خطوة إيجابية تحسب لاتحاد كرة القدم بإقامة دوري الأولمبي للفئات تحت ٢٣ سنة، وهو تجربة رائدة لا هبوط ولا صعود فيها بحيث يكون هذا العام تهيئة للعام القادم.
يعطي الدوري الرديف الفرصة لاكتشاف اللاعبين القادمين من فئة الشباب، ويضعهم في منافسة أقوى من المرحلة العمرية التي كانوا فيها، ما يضمن لنا في المستقبل مرشحين أقوى وأكثر استعداداً لتمثيل الفريق الأول في وقت نفتقد فيه نظام الاحتراف وأغلب أنديتنا يعاني من أزمات مالية كبيرة مما يجعل من تجربة الأولمبي بديلاً ورافداً أساسياً لتجهيز اللاعبين للفريق الأول.
ليست التجربة جديدة ولم نقم باختراعها فقد أثبتت نجاحها في كل دول الجوار التي أخذت الفكرة أساساً من الدوريات العالمية وهنا نرى أن التجربة عملت فعلاً على بناء قاعدة من اللاعبين المحليين، في حين يزداد عدد الأجانب المحترفين وسط منافسة شديدة وبالنسبة لنا يعني هذا الدوري منح فرصة للشباب للاحتكاك وتأهيلهم الفعلي داخل الملاعب واكتشاف النخبة منهم.
ثمة فوائد كثيرة أخرى من إقامة المسابقة، فهي تمنح فرصة للصاعدين الذين لا يلعبون باستمرار كما تعمل على تجهيز العائدين من الإصابة في مباريات حقيقية، والأهم أنها تفتح سوقاً خصبة مستقبلية أمام الأندية لتسويق اللاعبين، وتمنح فرصة الاحتكاك في دوري حقيقي للمدربين الوطنيين الذين سيقودون الفريق.
وعدنا أن ندع السلبيات جانبا لكن من الضروري أن ننكث بوعدنا في الختام ونشير إلى أن المسابقة تضع تكلفة مالية على الأندية المرهقة أصلاً وتشكل ضغطاً كبيراً على الملاعب المأزومة سلفاً، ولا نشير الى السلبيات إلا لنشير إلى الحلول السهلة والمتاحة وهي تسليط الضوء الإعلامي على المسابقة لجلب الداعمين والدعم الاتحادي المالي عبر جوائز للمتميزين تحفيزاً للتميز، وإعطاء الفرص بشكل عادل وحيادي للجميع.