هل تذهبين معنا…؟
تذكرت تلك المشاهد التي رأتها يوماً في أحد الأفلام لشخص عالق بين الصخور، وهو جريح، لم تسعفها ذاكرتها بتذكر اسم الفيلم، وتذكرت كيف أن شاباً صغيراً في السن، خرج مع حبيبته في رحلة إلى الجبال علق في إحدى العواصف، ووجد أسفل الصخور وقد تهشم ظهره.
جاءت ردة فعلها سريعة لا أرغب بالذهب، وباءت كل محاولاتهم بالفشل…!
عادت واستغرقت في روائح طبخها الشهي، وجلست تستمتع بوجبتها الصغيرة وهي تنظر إلى اخضرار أشجار الزينة وهدوء لطالما اعتادته، حركاتها البطيئة وهي تغسل الصحون مراراً وتكراراً وكأنها تخشى أن تلتصق بها جرثومة ما، تنتقل إليها وتسبب لها مشكلة ما.
وهي تهيئ المياه كي تسقي أزهارها، هالها أن إحدى النباتات ذابلة، سارعت إلى رش المياه بغزارة وهلع كبير أن لا تتمكن من إنقاذها، عادت إلى اليوم الذي أهداها إياه صديقها الهادئ الودود، ولكنها نسيت السبب الذي جعلها تنفصل عنه، ولكن حين عادت إلى ذكرياتها وإلى تلك التفاصيل الصغيرة التي لطالما سببت شرخاً في علاقتهما.
تشبه إعراضها عن الذهاب مع أصدقائها إلى الجبل القريب خوفاً من انزلاقها لو فكرت بتسلقه، كانت تهرب في كل مرة يعرض عليها أمراً ما، كأنها تهرب من الحب ذاته، فبدت تلك العلاقة مملة، كئيبة، بلا روح.
أوقفت تدفق المياه، وهالها أنها بدأت تتفهم أن سرها يكمن في كل تلك المخاوف التي تهاجمها وتستلم لها، واستغربت كيف أنها لم تفكر بمعاركتها يوماً.
أسرعت في ارتداء ملابسها، وحين لحقت بأصدقائها كانت تسابقهم في الصعود نحو قمة الجبل غير آبهة سوى بالوصول إليها.
السابق
التالي