رفاه الدروبي
الدكتور يوسف البوشي حاصل على دكتوراه فلسفة في الفنون الجميلة، إذ رافق التشكيلي فاتح المدرس، واستمدَّ من ريشته الكثير ليبدع في مدارس فنية عديدة، فاكتسبت تجربته أهميتها من كونه يعمل في مجال الفن التشكيلي منذ بداياته، إضافة إلى تدريسه للفنون الجميلة في جامعة دمشق، مُقدِّماً الحلول التصويرية وتقنياتها بشكل تعبيري عفوي وصادق.
كما عمد التشكيلي البوشي إلى سكب مواد مختلفة على سطح اللوحة كالغراء والزيت والألوان العادية والترابية المختلفة حتى النفط، لكن القدرة تلعب دوراً بطريقة إلقائها على سطح اللوحة، إذ حاول فيما بعد رؤية أشكال مختلفة واستنباطها من المواد الملقاة على الإطار القماشي وبنى اللوحة بشكل متكامل خلال مشاركته بعملين في المعرض الجماعي بصالة البيت الأزرق.
الدكتور يوسف استخدم الألوان وتدرجاتها لتعكس هدوءاً نفسياً أثناء مشاهدتها، وتوضِّح الأشكال الإنسانية بعض الخطوط العشوائية والمدروسة بنفس الوقت، ويوحي استعمال اللون الترابي بحبِّ الإنسان للأرض والحياة والحثِّ على العمل، وتظهر تماهيات انطباعية بالألوان.
ولم يدخل الفنان في تفاصيل العمل كثيراً لكنَّه أعطى إيحاءات إيجابية للإنسان، وكانت الخلفية البيضاء متناسبة مع الأشخاص ومنسجمة مع البعد الأول، ومتلائمة مع البعد الثاني، فيظهر عملاً متقناً بدا جلياً في خلفية اللوحة حيث يُجسِّد تموّج الأبيض بموسيقا لونية جميلة مع الأشخاص، لافتاً خلال حديثه إلى أنَّه لجأ إلى استعمال ألوان الإكريليك والترابية الممكن حلَّها بالماء، مشيراً إلى أنه عندما يبدأ الخيال بلعب دوره يتدخَّل لمدِّ لمساته فوق اللوحة، فيستنبط من الأشكال المراد إحداثها وإظهار علاماتها باستخدام الألوان الزيتية أو الباستيل الشمعي حسب الواقع والتعبيرات العالية ويحاول توضيحها بالحركة.