بعيداً عن النُشّاز

وجد جبران الموسيقا كالمصباح تطرد ظلمة النفس، وتنير القلب فتظهر أعماقه، لأنها ترافق أرواحنا وتجتاز معنا مراحل الحياة، تشاطرنا الأرزاء والأفراح، وتساهمنا السرّاء والضرّاء، وتقوم كالشّاهد في أيام مسرّتنا، وكقريبٍ شفوقٍ في أيام شقائنا.
ولعل كل ما نسمعه اليوم من أغانٍ كتبت على حائط سجين، أو على كرّاسة ثائرٍ ولاجئ تحكي حكايتنا، نحن المتعبون من حمل حقائبِ الأحلام وجوازات السفر عنوة عنّا، وعسى أن يكون قد جاء اليوم لنغنّي للحياة والفرح بعد ظلمة أسرٍ طال أمده.
وكان لابد في هذا الوقت الذي يسير بسرّعة الرّيح، حاملاً تغييراً جذريّاً على جميع المستويات، أن نتطلّع لحريّة فكريّة مسؤولة بأن يكتب الشّاعر ما ينضحُ به خياله ورؤاه، بعيداً عن القيود والأغلال التي كان يضعها حارس البوابة آنذاك، وبعيداً عن تجربتي الخاصة في ذلك، فقد حان لنا أن نطلقُ العنان لأصواتنا المكبوتة ونغنّي بملء الحناجر ألمنا وجراحنا، فنتداوى ونشفى معاً بالكلمة الحقّة واللون الجريء والغناء الحرّ، بعيداً عن النُشّاز الذين يريدون وأد محاولاتنا في ذلك، والرهان على صوتنا في أن يصدح في مرحلة استثنائيّة تعيشها سوريا الحرّة.
نبقى على يقين أنّ الثقافة تميّزنا، نتشارك بها ونرتقي معها نحو مشاعرنا الإنسانيّة جمعاء متمثّلة بالفضائل، العقل والفكر والحكمة، وهنا لابد من الإشارة إلى أن للموسيقا فلسفة خاصة بها كما سواها، فكما وصفها أفلاطون “للموسيقا قانون أخلاقيّ، فهي تعطي روحاً للكون، وأجنحةً للعقل، وتمنحُ الخيال طيراناً، وسحراً ومرحاً للحياة ولكل شيء” نعم لكل شيء!
إنّنا ننتظرُ بشوقٍ أن تستعيد وزارة الثقافة دورها في فتح الأبواب المغلقة لنتنفّس الحياة بسيمفونيّتها المتنوّعة التي كانت ولا تزال جزءاً من فسيفساء سوريا الحضارة والثقافة والجمال التي نحن بأمس الحاجةِ إليّها أكثر من أي وقتٍ مضى.

 

آخر الأخبار
انضمام سوريا للتحالف الدولي.. فرض معادلة جديدة ونهاية لذرائع "قسد" في ألمانيا.. محاكمة خمسة متهمين من سوريا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وزارة الداخلية السورية ترفع قيود السفر عن أكثر من 150 ألف شخص استثمار ميناء طرطوس فرصة لتطويره وبوابة ثقة لشركات إعادة الإعمار الأسواق المالية.. فرص متساوية وحوكمة شفافة لتعزيز ثقة المستثمرين مجلس الأمن يناقش الوضع السوري في جلستين مغلقة ومفتوحة تغذية مستمرة منذ 48 ساعة.. أضواء مدينة حلب لم تنطفئ جريدة (الثورة السورية) تلامس شغف الرياضيين بنسخة ورقية منتظرة من يملك الثقل الأكبر في انتخابات اتحاد الكرة ؟ أهلي حلب وحمص الفداء لنصف النهائي مدارس حلب بين الدمار ومحاولات التعافي.. أرقام تكشف حجم التحدي وجوه تتجلى في ختام ورشة "شاماري " اليوم انطلاق حملة "فجر القصير" بريف حمص الجنوبي الإصلاح الاقتصادي بين كفتي العدالة الاجتماعية والاستقرار المعيشي.. "تجارة دمشق" أمام اختبار استعادة حقوق تجار الأدوية فرنسا بين دمشق وبيروت: وساطة لترسيم الحدود ومقترح جديد لباريس إطلاق أول مشروع لتدوير الأنقاض في الغوطة الشرقية بين ترامب وابن سلمان.. الرئيس الشرع يحتل الصدارة وبؤرة الاهتمام "غصون" إرثٌ من اللطف لا يتقاعد أنت النص وأنا القارئ.. والعكس صحيح