ثورة أون لاين – شعبان احمد: أصيب صديقي بالذهول.. ورفع أصابعه العشرة استسلاماً للفوضى.. فوضى الأسواق .. حتى انه تذكر كغيره من المواطنين «غوار» في مسلسله « حارة كل مين ايدو إلو»!
سبب اصابة صديقي بالذهول عندما قصد احدى الكازيات ليزود سيارته بالبنزين «وأنا برفقته طبعاً».. سيارته تتسع لـ 40 ليترا حسب الوكالة.. وحسب التجربة .. كون السيارة لها نحو السبع سنوات الا ان العداد سجل 52 ليترا فقط…
احمرّ وجه صديقي وظهرت عقد جبينه وبانت ملامح الدهشة واضحة.. وسأل.. كيف ذلك.. سيارتي تتسع لـ 40 ليترا فكيف اتسعت لـ 52 ليترا .. رد الموظف ببرودة اعصاب.. انت غلطان .. فسيارتك تتسع لـ 60 ليترا .. فقال صديقي: اذا كنت انا غلطان .. الوكالة ايضا «غلطانة» .. فرد الموظف نعم..
هذه الحادثة ليست الوحيدة التي تعرض لها صديقي بل هناك مواطنون تعرضوا لنفس الحادثة الا ان فقدان المادة والازدحام في بعض الكازيات جعلهم يرضون بالواقع على مضض وكله تحت «يافطة» الازمة..
اذن .. هم تجار الازمات .. الذين يستغلون المواطن والوطن «ليكدسوا» في «كروشهم» قروشا حراما.. في زمن غابت فيه الرقابة.. وسيطرت الفوضى.. وعمّ التسيب..
الحالة نفسها تنسحب على كثير من السلع في الاسواق.. خاصة حاجيات المدارس التي باتت على الابواب..
الشيء الذي يجعلك تتأكد ان المزاجية هي المسيطرة في الاسواق، تفاوت الاسعار بشكل كبير بين سوق واخر .. وبين محافظة واخرى.. واحيانا بين محل واخر..
لن نطلب من الرقابة التموينية القيام بواجبها… كون اللسان نبت عليه شعر..ولاحياة لمن تنادي..
إذن هي الرقابة.. سباتها دائم.. ولامجال لإيقاظها حتى على انغام طبول العرس..