ثورة أون لاين: تصوروا لو ان الفيلم الذي حاول الاساءة للاسلام والرسول الاعظم محمد بن عبد الله قد صور وانتج في روسيا ترى ماذا كانت ستكون ردة فعل بعض الساسة العرب ورجال الدين في دول الخليج وغيرها من دول تندرج في اطار الاستراتيجية الامريكية ،انا اعتقد جازما بان منابر تلك الدول الدينية ووسائل اعلامها وساستها كانت ستستنفر بكامل طاقتها وامكاناتها محرضة وداعية شعوب العالم الاسلامي التحرك دفاعا عن حرمة الاسلام والمسلمين ومعتبرة ان ذلك واجب شرعي ومقدس ومعلنة مقاطعتها لكل منتج روسي ثم يتبع ذلك بالدعوة لعقد اجتماع طارئ لمنظمة العالم الاسلامي في الدوحة يفتتحه الشيخ القرضاوي داعيا لنصرة الاسلام والمسلمين ومحددا موقف اتحاد علماء المسلمين من ذلك العمل الذي هو اعتداء ليس على الاسلام وانما على كافة الشعوب الاسلامية والديانات التوحيدية ولابد من اتخاذ قرارات حاسمة بمواجهة ذلك النظام الملحد الذي لازالت تحكمه الشيوعية الحاقدة على كل الديانات وانه شر مطلق على المؤمنين في كل اصقاع الارض .
اما ان يكون منتج الفيلم امريكيا وممولوه من الصهاينة ومكان ولادته ارض العم سام فهذا امر اخر فالمسألة هنا لا تستحق سوى الادانة والادانة فقط فلا يجوز شرعا مهاجمة السفارات او غيرها فهذا محرم شرعاوعلى قاعدة ولا تزر وازرة وزر اخرى لا تتحمل الولايات المتحدة الامريكية اية مسؤولية في ذلك لانها تؤمن بحرية الرأي والتعبير وهي مكرسة في دستورها اما ان يقوم جنودها بالعبث والاساءة للقرأن فهذا شأن شخصي لا تتحمل مسؤولية سلوكه هذا مؤسسته العسكريةالتي ينتمي اليها ويباشر سلوكه باسمها ؟اما ان يقوم رسام كاراكاتير دانماركي بعمل يسيئ للاسلام فهنا تقع الطامة الكبرى وتتم مقاطعة كافة المنتجات الدنماركية وتعقد المؤتمرات ويطرد السفراء او يستدعون للاحتجاج ؟
في كل ذلك فتش عن امريكا والصهيونية واتباعها وعملائها ومأجوريها من ساسة ورجال دين وكتاب ومثقفين واضف اليها وهج مال النفط وثقافة البترو دولار انها المعايير المزدوجة وتسييس الدين وتديين السياسة ؟
ثورة أون لاين- د. خلف علي المفتاح