تنتصــــب حالمـــة بيـــن نهـــــري الصــــــوراني والبلوطــــة.. الشيخ بدر.. تنتظر من ينفض عنها إهمال السنين….
ثورة أون لاين:منطقة واعدة..مقومات سياحية.. زراعية.. وثقافية..امكانيات تنافسية.. ترنو للاستثمار….تنتصب «الشيخ بدر» كبلدة حالمة بين نهرين من سندس وبهاء.. تنتظر من ينفض عنها «نعاس» السنين لتخط في صفحات حاضرها ما يشبه ماضيها..فتفتح عينيها على المستقبل بألوان قوس قزح.. وبإمكان الزائر والمسافر والضيف أن يقصدها من كل الجهات ومختلف الطرق. وموقعها المتوسط هو الميزة التنافسية الأهم كما يقول أهلها.. لتكون هذه المدينة مدينة واعدة مشرعة على نوافذ الأمل باحثة عن الاستثمارات الوافدة.
«الثورة» قصدت مدينة الشيخ بدر وعلى طاولة مستديرة حاورت أعضاء المكتب التنفيذي لمجلس المدينة..والحوار دار حول هم واحد وموضوع واحد.. هو كيف يمكننا تطوير المدينة وريفها بحيث تكون قبلة للاستثمارات.. من خلال تطوير وتعزيز قدراتها وإمكاناتها التنافسية التي ترتكز أساساً على العاملين الجغرافي والطبيعي..؟
تحوي المنطقة في دائرة نصف قطرها 5 كم عن مركز المدينة أهم ثلاثة مصادر للمياه بعد نبع السن هي ( نبع الديرون- نبع البغلة نبع الحصان-) إضافة إلى نهري الصوراني والبلوطة والمئات من الينابيع الصغيرة والمهمة المنتشرة في تلالها ووديانها..
جغرافيا تنافسية …عن الميزة التنافسية لجغرافية الموقع قال: (المهندس باسل سلمان) عضو المكتب التنفيذي : يمكن لمدينة الشيخ بدر أن تكون منتجعاً رائعاً أو مجموعة منتجعات سياحية قريبة من البحر (25كم) وبعيدة عن رطوبته.. هواؤها عليل في الجبال والوديان.. ليست من الجبال العالية الشاهقة حيث يقدر وسطي ارتفاع تلالها من 450-650م عن سطح البحر.. تتوفر فيها الأراضي الواسعة والمنظمة. تبلغ مساحة الأراضي المنظمة في المركز حوالي /11/ألف دونم معظمها ينتظر المستثمرين لإعمارها لشتى الأغراض السكنية والسياحية..
وخدماتياً تضم عدة مراكز صحية ونقاط طبية ومشفى قيد الاستثمار وأربع ثانويات (عامة – صناعية – زراعية)..المياه متوفرة وفيها ثلاثة مشاريع كبيرة إضافة إلى عدة آبار ارتوازية.. شبكة الصرف الصحي فيها ممتازة تغطي 95% من المدينة «قبل التوسع».
كما أن قطاعي الهاتف والكهرباء فيها من القطاعات المتميزة بخدماتها في مجال الثقافة قالت عضو المكتب التنفيذي / رنا صالح/: المدينة تحوي مركزاً ثقافياً كبيراً يعتبر صرحا بمعنى الكلمة إضافة إلى متحف الشيخ المجاهد صالح العلي ومركزاً للتراث الشعبي.
وتحدثت أيضا عن أهم الخدمات المتوفرة في المدينة في مجال السياحة وخاصة على نهري الديرون ونهر الخوابي.
وأشارت إلى أن قلعة الكهف التي تعود لفترة مقاومة الغزو الأوروبي الإفرنجي للمنطقة تقع ضمن الحدود الإدارية للمدينة وإضافة لموقع النبي يونس الذي يعتبر من أجمل المواقع المطلة على أجمل المناظر الطبيعية في الجبال الساحلية.. كما ذكرتنا أن قلعة الخوابي لا تبعد سوى /1/ كم عن حدود مدينة الشيخ بدر.
خطة عمل طموحة
وقال رئيس لجنة الثقافة في مجلس المدينة المهندس محمد أحمد: نسعى إلى الترويج للاستثمار ضمن المدينة من خلال وسائل الإعلام المختلفة. و تشكيل جمعية اعلامية من الناشطين والمجموعات المتواجدة ضمن المدينة والعاملة في مجال الإعلام الإلكتروني مرتبطة باللجنة الثقافية بهدف تشكيل حاضنة له كما تم تقديم توصية لمجلس المدينة تتضمن: تشكيل لجنة بيئة تضم العاملين والمهتمين بالسياحة البيئية.
تنظيم واقع السياحة الشعبية واستثمار الأملاك العامة على نهري البلوطة والصوراني.
إحداث حديقة تتضمن نصباً تذكارياً للشهداء من أبناء المدينة.
المساهمة في مناسبات تكريم ذوي الشهداء والمتفوقين.
دراسة واقع منتزه جوعيت من حيث الملكية و الاستثمار.
تفعيل التعاون مع اللجان الثقافية في المنظمات والنقابات المحلية
مهرجان سنوي سياحي
المهندس سامي يوسف عرض فكرته المتمثلة أن تنمية المنطقة ترتبط إلى حد كبير بإحداث وإنشاء جمعيات سكنية سياحية ومنتجعات سياحية وشاليهات ريفية وتتمتع المدينة برأيه بالعديد من المواقع المهمة والمميزة كجبل المريقب وجبل ضهر الغزال وجبل النيحا وجبل المجيدل وجبل بوردة وبغمليخ.
كما عرض لفكرة إقامة مهرجان سنوي سياحي متنوع كل صيف إضافة لمهرجانات تسوق موسمية تتضمن مسابقات انتاجية مختلفة وتنظيم الزيارات للمواقع الأثرية والتاريخية في المدينة مع افتتاح مركز لوزارة السياحة يهتم بالترويج والتعريف، كما طرح فكرة إقامة ملتقيات للنحت واقتناء هذه المنحوتات.. وطرح أفكاراً عدة بشأن تشجيع الاستثمار من قبل المدينة من خلال المشاركة في الاستثمار لعقارات المدينة عوضاً عن بيعها.
نظام معماري خاص بالشوارع العريضة
عضو المجلس السيد أيمن حمود عرض فكرة مهمة وهي ضرورة استصدار نظام معماري خاص بالشوارع العريضة على جبل المريقب أو غيره من الجبال بحيث يخصص الطابق الأرضي المطل على المدينة للاستثمار السياحي حصراً مقابل إعطاء طابق إضافي للسكن هناك.. كما طالب بتطوير منطقة نهري الخوابي والصوراني بتنظيم المنطقة المحيطة بمجاري الانهار وإحداث مناطق تنظيمية سياحية على ضفافها منعاً للاستثمار العشوائي وحافزاً للتطوير ،كما طالب باستثمار أفضل وأمثل لمنتزه جوعيت ومغارتها.
استثمارات سياحية وتجارية
عضو مجلس المدينة المهندس محمد غريب العلي حدثنا عن تجمع المجيدل وبنجارة التي تم ضمهما الى المدينة حديثا ورأى أن هذا التجمع الذي يمتد من تلة المجيدل المطلة على سد الصوراني الى غابة النبي حمزة التي تعتبر من اجمل الغابات الطبيعية المعمرة في المدينة بحكم قربه من الطريق المركزي مصياف طرطوس من اهم المواقع المؤهلة للمنشآت السياحية والجمعيات السياحية وتوظيف الاستثمارات في الشاليهات الريفية، ونوه الى أن القرية القديمة على سفح تلة المجيدل تقوم على بقايا القلعة القديمة وهذا له رمزيته عن اهمية المكان والموقع اضافة الى وجود اكثر من 15 نبعاً واضافة الى وجود ما يدعى بالنواغيص المنحوتة في الصخر.
السيد فريد عبد الرحمن نائب رئيس المجلس تحدث عن أهمية موقع جبل النيحا ووادي الديرون موضحا أن جبل النيحا يعتبر اعلى قمة في المدينة بعد جبل المريقب لكنه يتميز بإطلالته الواسعة التي تصل الى خليج عكار وسهلها اضافة الى اطلالته على جبال برمانة المشايخ والقدموس ويحتضن هذا الجبل سهلاً خصباً فسيحاً يسمى سهل النيحا يتوضع على جانبي الطريق المركزي ،ما يجعله قبلة للاستثمار المتعدد الاشكال السياحي والتجاري.
واسفل هذا الجبل وقبل الوصول الى نهر وينابيع الديرون يقع موقع غابة الديرون الطبيعية والتحريج الصناعي وفيه اهم مشتل للغراس الحراجية، اما ينابيع الديرون فهي ثروة المدينة الكبرى حيث تتفجر الينابيع الغزيرة التي يروي الجزء الصغير المستثمر منها معظم انحاء المدينة والمنطقة الادارية وناحية برمانة المشايخ وصولا الى بلدة الشيحا قرب مصياف والجزء الآخر يشكل نهر الديرون.
مخططات تنظيمية للتجمعات السكنية
المهندس فادي عيسى عضو المجلس رئيس لجنة التخطيط والبرامج تحدث عن ضرورة الاسراع بوضع المخططات التنظيمية للتجمعات السكانية التي ضمت للمدينة مؤخرا واهمها تجمع نرجس والجلسات وبغمليخ وبوردة والقليعات حيث يقطن ما ينوف عن خمسة آلاف نسمة في هذا القطاع اضافة لضرورة تنفيذ شبكة للصرف الصحي وضرورة العناية بالبيئة الجميلة الخلابة في هذا التجمع المطل على نهر البلوطة والذي يشتهر ببساتينه الغنية و جوه النقي وغناه بالغابات الطبيعية كغابة سريجس
زراعة النباتات الطبية والعطرية
المهندس إياد عثمان عضو المكتب التنفيذي حدثنا عن فرصة كبيرة متاحة لتطوير الاستثمار في المدينة عبر تشجيع اقامة الزراعات المكثفة للنباتات الطبية والعطرية وعن الميزة الكبيرة الفائقة الاهمية التي تتمتع بها المنطقة وهي غناها بالغابات الطبيعية والصناعية، حيث تضم الغابات التالية : غابة النبي حمزة وغابة النويحة وغابة بنمرا وغابة بعزرائيل وغابة جوعيت وغابة سريجس وغابة بوردة وغابة ضهر الغزال وغابات وادي نهر الحصين والزريقة وجورة الديبة.. مجمل هذه الغابات تجعل من بيئة المدينة بيئة صحية نظيفة تشجع على إنشاء المجمعات السياحية.
نهر الخوابي وجمال الطبيعة
السيد همذان عيزوقي عضو مكتب تنفيذي تحدث عن اهمية الموقع السياحي لنهر الخوابي وجمال طبيعته الساحرة وتمنى لو يتم ربط مناطق التنظيم المتفرقة بعضها ببعض ما يساهم في تطور المدينة كما تحدث عن انتشار العادات الاجتماعية القائمة على التسامح والمحبة وتطور مكانة المرأة في مجتمع المدينة ودورها المهم وخاصة في قطاعي التعليم والتربية..
تجمع بغمليخ يفتقر للخدمات
السيد منظر عباس عضو مجلس مدينة : تحدث عن تجمع بغمليخ او الغمامة وبوردة وموقعها العام المطل على سلسلة تلال تصل حتى البحر ومناخ هذا التجمع الرائع لكنه عرض على ان هذا التجمع ضم للمدينة مؤخرا ويفتقر الى الكثير من الخدمات وخاصة شبكة طرق ضمن التجمع حيث إن معظم الطرق باستثناء المحور الرئيسي هي طرق ضيقة قديمة تحتاج للتأهيل والتوسيع اضافة الى ضرورة الاسراع بوضع مخطط تنظيمي عوضا عن التوجيهي نظرا لاتساع مساحة التجمع وعدد سكانه الكبير ولفت الى ان من الضرورة تعزيز ارتباط هذا التجمع بمركز المدينة عبر العمل على تشجيع حركة النقل منه وإليه حتى لو كان بمساهمة مجلس المدينة وكذلك تشجيع اقامة مجمعات شاليهات ريفية بغرض الاستشفاء في جبل بوردة وجبل القليعات اللذين يحتضنان التجمع السكاني (بغمليخ).
مع رئيس مجلس المدينة..
ولكي يكون الحوار أوسع و أكثر فائدة حول واقع المنطقة بشكل عام ومدينة المركز بشكل خاص كان لابد من سؤال المهندس شحادة إبراهيم رئيس مجلس مدينة الشيخ بدر..
– هل لديكم إستراتيجية واضحة حول المستقبل ؟!!
— نسعى لأن يكون مستقبل المنطقة زاهراً حضارياً يحصل فيه المواطن على الخدمات التي يحتاجها عبر تنفيذ التنظيم على أرض الواقع وتأمين المرافق والبنى التحتية لذلك سنعمد للاهتمام بمقومات السياحة وبالأماكن السياحية وبشكل يترافق مع تنشيط الحركة الصناعية في المدينة لذلك توجهنا إلى استملاك المنطقة الصناعية في المدينة بهدف تنفيذها وتطوير هذا الجانب الذي نراه ضرورياً لمستقبل أفضل لمدينة الشيخ بدر لكونها من المناطق التي تتوفر فيها الطاقات البشرية المتعلمة والعاملة في آن واحد وكذلك الاهتمام بالزراعة وتطبيق العلم وأساليب الزراعة الحديثة لأنها المورد المادي الأهم حالياً لأهالي المدينة.
وهناك مقترحات محددة في هذا الإطار هي:
· إصدار الخطة الوطنية اللامركزية مع برنامجها الزمني لنقل الاختصاصات وفق قانون الإدارة المحلية الجديد وبزمن سريع يساعد كثيراً في نقل المدينة باتجاه مشاريع سياحية واقتصادية وتنموية هادفة..
· تبسيط الإجراءات بنقل أملاك الدولة الكاملة بما في ذلك الحراجي والغابات لما له من أثر مهم في الاستثمار السياحي والتنموي استناداً إلى فكرة التشاركية في تشجيع الاستثمارات وانعكاساتها مادياً على المدينة..
· إنجاز محطات المعالجة من قبل الجهات المعنية على مسيلات الأنهار تراعي أكبر خدمة لمصبات الصرف الصحي للتوضعات السكانية بواقعها الطبوغرافي الحالي التي تعتبر الأساس في تخديم التجمعات السكانية صحياً بما يحفظ أمن المياه الجوفية والينابيع..
· إحداث مناطق تنظيمية لها طابع سياحي وخاصة في المواقع المجاورة لحرم الأنهار التي ضمت حديثاً إلى المدينة..
· تنظيم التوضعات السكانية والقرى التي ضمت إلى المدينة بما يراعي أهداف التخطيط الإقليمي مع اقتراح تفويض المدينة بإبرام عقود مع جهات استشارية فنية مختصة بإشراف الوزارة لكون هذا العمل يحتاج إلى زمن طويل..
– كيف يمكن لمنطقتكم أن تكون جاذبة للاستثمار.. في ظل منافسة شديدة من قبل مناطق أخرى؟!
— يمكن أن تكون المنطقة منافسة للمناطق الأخرى وجاذبة للاستثمار عندما نقرن القول بالفعل فتنفيذ ما تم عرضه يجعلنا نقترب من الحلم الذي نراه للمنطقة في المستقبل.
– ما التوجه الذي ترونه في الشيخ بدر سياحياً كان أم صناعياً أم زراعياً؟! وهل تعتقدون أنكم تمتلكون بيئة حاضنة لمثل هذا التوجه؟!
— التوجه الذي نراه في الشيخ بدر سياحياً.. يلزمنا الاهتمام بالخدمات العامة أكثر عبر شق الطرق وتأمين الخدمات من مياه وصرف صحي وهاتف وكهرباء للمناطق السياحية لتؤمن للسائح جميع الخدمات المطلوبة وتعتبر منطقتنا من أهم المناطق السياحية في الساحل وتمتلك المواد الأولية لذلك عبر الأنهار والغابات الطبيعية والمناخ الجميل والمناظر الخلابة في كل فصول السنة وتأتي أهميتها السياحية من عراقتها التاريخية لكونها معقل المجاهد الكبير الشيخ صالح العلي..
أما التوجه الذي نراه في الشيخ بدر صناعياً فهو عبر تنفيذ المنطقة الصناعية في المنطقة والاهتمام باليد العاملة المنتجة المتوفرة في المنطقة وتطبيق العلم في العمل وهذا المبدأ موجود في اليد العاملة بالصناعة المتوافرة في المنطقة..
والتوجه الذي نراه في الشيخ بدر زراعياً يكمن في تطبيق العلم في الزراعة واستخدام الأساليب الحديثة وتوجد في المنطقة المقومات اللازمة للزراعة من الأرض الخصبة والمياه واليد العاملة ويلزمنا أكثر ما يلزم البحث عن الأساليب المناسبة لتصريف الإنتاج الزراعي الغزير الذي ينتج ويأتي زيت الزيتون في قمة الهرم وكذلك البندورة والحمضيات وغيرها.
– ما «المغريات» التي يمكن أن تقدموها للمستثمرين لكي يأتوا إليكم؟
— علينا أن نعمل بكل السبل لتشجيع الاستثمار عبر تبسيط الإجراءات للمستثمرين وتأمين الخدمات العامة لموضوع الاستثمار وفي هذا المجال قمنا بطرح وتبيان المواقع السياحية في سوق الاستثمار السياحي بالتنسيق مع مديرية السياحة بطرطوس.
– هناك حديث عن تلوث في الينابيع ومشاكل في الصرف الصحي ألا تعتقدون أن هذه المشاكل طاردة للاستثمارات ؟
— تلوث الينابيع بالصرف الصحي تلوث عادي ضمن الحدود المسموح بها حسب نتائج تحاليل مؤسسة المياه وهذا في الوضع الطبيعي أما عندما يحدث ظرف استثنائي يؤدي إلى تلوث نبع ما فإننا نعمل على منع الشرب منه ريثما يتم إيجاد المشكلة وإصلاحها.. ونذكر هنا أن وجود شبكات صرف صحي قديمة عمرها أكثر من العمر التصميمي لها وانتشار المبيدات الزراعية المستخدمة في الزراعة وكذلك الأسمدة وطبيعة المنطقة الجيولوجية كلها عوامل مساعدة لحدوث هذا التلوث.
أخيراً يقول رئيس مجلس المدينة: متاخمة مدينة الشيخ بدر لكل من طرطوس ومصياف والدريكيش وجميعها عقد اقتصادية كبيرة يجعل الخيار السياحي خياراً حتمياً.. نظراً لتوفر كامل المعطيات السياحية من غابات وأنهار وينابيع ومغاور وقلاع ومناخ نقي جداً ولكن المشكلة أن مستوى دخل الفرد ضعيف يجعل الجدوى الاقتصادية لإقامة بعض المشاريع الخاصة تتأثر بشكل كبير أو بآخر.. هذا يولد رجاء المساعدة من قبل بعض الجهات المعنية بمنشأة اقتصادية تساعد على تدني نسبة البطالة وخاصة ضمن عنوان عريض ( الصناعة الزراعية ) لكون الشيخ بدر تشتهر بزيت الزيتون والحمضيات والتبغ ومن المناسب جداً تصنيع هذه المنتجات داخل الحدود الإدارية للمدينة.
التاريخ يحكي
وعرفت الشيخ بدر قديماً «بحوضة» الأندروسة القرية التي تتوسط عدة تلال فجاء اسمها بمعنى البيادر أو مكان الغلة الوفيرة أو حيث تجمع الغلال أو تستريح القوافل التي تسافر مابين الداخل والساحل.. هذه «الأندروسة» أحدثت على «قصبتها» منطقة إدارية عام 1969 فكانت ثاني أصغر منطقة إدارية في سورية من حيث عدد السكان وقد كان إحداث هذه المنطقة على هذه القصبة المسماة الأندروسة تكريما بمعنى من المعاني لكامل المنطقة التي عرفت بتاريخها العريق في مقاومة الغزاة التي تكللت بكونها مقراً لثورة الساحل ضد المستعمرين الفرنسيين بقيادة الشيخ المجاهد صالح العلي..
ويقول السيد بسام محمد محمد عضو المكتب التنفيذي لمجلس المدينة : هذه القرية الصغيرة الأندروسة التي تتوسط عدة قرى مجاورة لها على التلال المحيطة بها من كل الجهات – المريقب – بريصين – أبو منقار – نمت مع جاراتها مكونة تجمعا سكانيا أخذ شكل المدينة شيئا فشيئا مشكلا بهمة أبنائها ونشاطهم حيزا جغرافيا أخذ وضعية مدينة منظمة في الواقع الملموس والمحسوس.. ومن ثم فقد أصبحت هذه «المدينة التجمع» نواة مدينة الشيخ بدر الكبيرة بما يكفي لأن تكون مستقبلا من أهم المدن في سلسلة الجبال الساحلية لما تتمتع به من ميزات تنافسية في الجغرافيا والسكان.. فعلى صعيد الجغرافيا.. هذه المدينة التي توسعت لتضم عدة تجمعات سكانية أصبحت مدينة ما بين النهرين وما وراءهما حيث يمر بها نهران مهمان هما نهرا البلوطة والصوراني اللذان أنشئ عليهما سدان لمياه الشرب أحدهما أنجز «سد الصوراني» والآخر قيد الإنجاز» سد سريجس» وهذه المدينة التي تتوسط الجبال الساحلية مشكلة عقدة طرقية مابين صافيتا والدريكيش جنوبا ومصياف شرقا والقدموس وبانياس شمالا وطرطوس غرباً بمسافات متساوية تقريباً تعادل 35 كم عن كل جهة.
ثورة أون لاين- تحقيق: هيثم يحيى محمد – محمد حسين