يصعب التعاطي معه في الأوقات العادية, فكيف أثناء الحروب وتحدياتها الاقتصادية..؟
كيف نفهمه ونعينه على التفاعل معنا, ومذاق الخراب لايزال طازجاً, وألمه مبرحاً..؟
كيف يمكن إقناعه, وهو عاجز عن تلمس حاجاته, يسمعنا وهو غاطس في عمق الوجع, ماهي الأدوات التي تعيننا على جذبه والالتفات صوبنا, وإن فعل هل يقتنع..؟!
فيما سبق كان بالإمكان التعاطي مع الرأي العام إخبارياً, أما اليوم ونحن نعيش كل هذا الضجيج التقني, كيف يمكننا التأثير به, وهل بإمكاننا ان نفعل, بمعزل عن مختلف التقنيات ومواقع التواصل, التي تعبث بنا وبأفكارنا طيلة الوقت, عبر ممرات لاتحصى.
صحيح أن الرأي العام ليس متجانساً, وليس كتلة واحدة, ويخضع لتناقضات وأمزجة لانهائية.. ولكن يمكن التقاط أهم ملامحه من كل هذا التهليل اليومي, آراء تقيم الدنيا ولاتقعدها لدى ظهور أول بوادر أزمة لدينا, ولاتنتشي تلك الآراء بتفاعلها السريع فيما بينها فقط, بل وبتعمق الأزمة واستعصائها, وكأنها تقول:أرايتم ألم أتنبأ بذلك..!!
ولكن ماذا بعد..؟!
هل يكتفي كل طرف في الوقوف في مواجهة الآخر..؟
ألن تغرقنا حينها التحديات.. خاصة حين نركز على توجيه الاتهامات, دون أي حلول واقعية يمكن لمس نتائجها سريعاً, بهدف امتصاص الغضب والنقمة الخفي منها والظاهر..
لابأس بالخطط المرحلية والأهداف القصيرة الأمد لأنها تعطي فعالية آنية, وقد تمكننا من كسب ثقة الراي العام.. والتخفيف من سلبية ردة فعله..!
نحتاج إلى علاج فوري, بدلاً من الإبر المسكنة التي بعد زوال أثرها يزداد الألم, وقد لاتنفع أي إبر بعده..!
كبسة زر
سعاد زاهر
التاريخ: الثلاثاء 23-4-2019
رقم العدد : 16962
السابق