رياضة العالم تمضي بسرعة إلى الأمام ورياضتنا إن لم تتراجع فهي تراوح في مكانها، رغم تغيير الظروف إلى الأفضل وتطور الخطط وأدوات التدريب، فلم هذا التراجع ومن المسؤول عنه؟
طبعاً السؤال لا يوجه إلى القائمين على الرياضة المتراجعة، لأنها في نظرهم تحقق الإنجازات والميداليات التي تجمعها بالكم كثيرة، السؤال يوجه إلى المتابعين وأهل الخبرة ومن عاصر رياضتنا خلال عقود، واللافت أن رياضتنا التي كانت هاوية لسنوات طويلة ولم تكن تعرف الاستثمار، كانت أفضل بكثير في إدارتها وفي مستوياتها وفي نتائجها، بينما المنطق يقول إنه مع كثرة الاستثمارات التي ملأت الأندية والمدن الرياضية والمنشآت المختلفة، وكثرة المال والانتقال إلى الاحتراف رغم الملاحظات عليه، رغم هذا كله تراجعت رياضتنا، وازدادت هموم وشكاوى الأندية ولاسيما من الناحية المادية، والسبب أن الإدارة الرياضية نسيت الرياضة وصار المال هو اهتمامها الأول وربما الأخير، فالرياضة والرياضيون على الهامش، والأرقام تكذب الغطاس، ويكفى النظر في بعثاتنا الرياضية وعدد المشاركين والألعاب المشاركة لنتأكد أن رياضتنا تعاني كمّاً ونوعاً.
المنطق يقول إنه مع الاستثمار يأتي المال للأندية وللاتحاد الرياضي، فلماذا إذا تكثر الشكوى من القلّة، وتتقلص أسماء البعثات وعدد الألعاب بحجة عدم توافر المال الكافي؟!
سؤال يسأله دائماً الرياضيون الغيورون على رياضتنا: من المستفيد من الاستثمارات؟ وأين تذهب عائدات الاستثمار إذا لم تحظ الألعاب والرياضيين بنصيب وافر منها؟!
رياضتنا لا تنقصها المواهب والخبرات والمال، ينقصها الإدارة الجيدة والحريصة عليها بدءاً من حجر الأساس الذي هو النادي وانتهاءً برأس الهرم الذي جعل رياضتنا بعيدة كثيراً عن الرياضة الآسيوية والعالمية، نعم فالإدارة الرياضية عليها ملاحظات كثيرة ومعروفة، والمشكلة في الاستمرار الذي يهدد بمزيد من التراجع..للأسف!
هشام اللحام
التاريخ: الأربعاء 19-6-2019
الرقم: 17004