التفاؤل ..أن تنهض وتنطلق للعمل دون يأس

تصيب مآسي الحياة المتفائل مثلما تصيب المتشائم،الفرق الوحيد بين الاثنين ،أن المتفائل ينهض وينطلق إلى الهجوم بدلا من الاستسلام والغوص في الاكتئاب،تسمح له هذه القدرة على النهوض بالاستفادة من امكاناته في المجالات كلها،في المدرسة والعمل والرياضة والبقاء بصحة جيدة ،ومد العمر لفترة أطول، لقد رأينا ذلك في الميدان السياسي،والمرشح الأكثر تفاؤلا هو الذي يحصل على أعلى نسبة من الأصوات.
ثمة ملاحظة لا تسعد المتشائم كثيرا،ولكن التاريخ لا يتوقف هنا،لأنه من الممكن اكتساب كفاءة التفاؤل للحصول على نوع جديد من الحياة..حتى المتفائل الذي لا يرى الحياة وردية دائما،يمكنه أن يستفيد من هذا النوع من المتعلم،إذ توجد تقنيات برأي سيليغمان عالم النفس الايجابي هي التي تعيد منح الثقة بالنفس بعد مواجهة بعض المحن..ومن المفيد هنا خاصة اذا كان المتفائل برأي الجماعة شخصا قد تزعج بسمته الدائمة شخصا آخر، فعليه ألاّ يضيع فرصة أبدا من أجل الحديث عن قدر ما أو يجد دائما الوسيلة لإسقاط مسؤولية أخطائه على الآخرين،بمعنى التذكير بأن فقدان التمتع بالحياة ليس وقفا على المتفائلين ، وأن بعض الدراسات البحثية والنفسية لا تهدف أبدا الى تشجيع التمركز حول الذات أو العدوانية..وإنما الأمر يتعلق فقط بتعلم طريقة جديدة للتحدث مع الذات عند مواجهة الفشل.
هنا يطرح الباحث سيليغمان متسائلا هل يمكن أن تكون الجرعة الزائدة من التفاؤل مضرة؟يبدو هناك اعتراض آخر على هذا المسعى وفق رأيه ،حيث يقدم التشاؤم على الرغم من أضراره كلها مزية مهمة وفقا لنتائج البحث الذي أعده مؤسس علم النفس الايجابي،أنه يجعل الاحساس بالواقع اقوى ،بعيدا عن أي نصيحة بتفاؤل أعمى يمكن تطبيقه في أي موقف.
غير مناسب
ويحرض الباحث في هذا المقام أن نطرح على أنفسنا سؤالا حول الهدف المحدد الذي نريد بلوغه؟وتحت عنوان التفاؤل هو الحل،حينما يكون النجاح معتمدا على التفاؤل(ترقية مهنية،بيع منتج،كتابة رسالة ،..وحينما نشعر بالحاجة لأن نحافظ على المعنويات،أو لأن نقاوم الاكتئاب، التفاؤل ضروري في مواجهة مشكلة تطول ويمكن أن تؤثر على الصحة الجسدية ؟،لكن ثمة أوضاع تتطلب موقفا آخر تماما حينما يتعلق الأمر بالإعداد لمستقبل غير واضح ويخضع للمصادفة يكون التفاؤل غير مناسب.
حينما نريد نصح شخص تبدو آفاقه مظلمة .فمن الأفضل تجنب الموقف المتفائل في المرحلة الأولى. ومن أجل الظهور بمظهر،المستمع أمام شخص في حالة اكتئاب،علينا عدم اظهار كثير من التفاؤل،على الأقل الى أن نستطيع إقامة علاقة ثقة مع هذا الشخص.
وفي تحليل مضمون الأبحاث،يجب التساؤل حول ثمن الفشل في الموقف محط الاهتمام ،وبالتالي بمقدار ما يكون الثمن مرتفعا،بمقدار ما يكون التفاؤل غير مفيد.فالشخص الذي يمشي في نومه،وذاك الذي يتساءل إن كان لا يزال يستطيع أن يقود سيارته،والطيار الذي يتساءل حول ازالة قطع الجليد الأخيرة المتبقية على جناحي الطائرة، يجب على هؤلاء جميعا إلا يتصرفوا تحت تأثير التفاؤل لأنهم بالتقليل من شأن النتيجة التي ستكون حصول الحادث أو الموت ،وهذا لا يشبه حالة التاجر الذي يتردد في الاتصال بآخر زبون محتمل، أو الخجول الذي يخاف البدء بمحادثة، أو الأجير الغاضب من ركود مهنته، وذاك الذي يتساءل فيما إذا كان الأمر يستحق العناء لأن يسعى مرة ثانية للبحث عن وظيفة جذابة ،فالتفاؤل بالنسبة إليهم يحمل مخاطر قليلة .مؤسس علم النفس الايجابي يرى بوجوب أن تسمح المبادئ التي تقدم للقارئ بأن ينتقل من التشاؤم إلى التفاؤل في حياته اليومية . وبعكس كثير من تقنيات التطوير الشخصي الموجودة حاليا،التي تخلط جزءا من البحوث الجادة مع اضعاف من الفلكلور.فإن تقنياتها تقوم على عمل دقيق مثلما يتضح من استفادة آلاف الأشخاص منها .

دائرة المجتمع
التاريخ: الجمعة 12-7-2019
الرقم: 17022

 

آخر الأخبار
الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً