ثورة أون لاين – هفاف ميهوب:
يسميه من يبرمجه ويطوره بـ “العقل الذكي” ومن يستفاد من خدماته ومؤهلاته بـ “العبد التقني” أو الإلكتروني.. البعض، يرى بأنه أعظم ما قدِّم للبشرية، والبعض الآخر يرى بأنه نسخة عن العبد البشري، ولكنه أكثر تطوراً وقدرة على أداء وظيفته العصرية.
هكذا يجده عالمٌ بات يدرك تماماً بأن عماء هذا العبد، لم ولن يقف حائلاً أمام سيطرته عليه، وسواء عن قربٍ أو عن بعد.. هكذا يجده، ومع ذلك استسلمَ لقدرته على جعله يدمره ويستعبده..
نعم استسلم والواقع أعلمْ.. فلماذا؟!!..
حتماً لأنه الأكثر طواعية، والأذكى في أداءِ مهامٍ تبدو جداً حضارية، ولأنه الأسرع في تلبية طموحات الإنسان، وفي جعله يتنقل حيثُ يشاء، وفي كلِّ زمانٍ ومكان..
إنه ماجعل أعداد العبيد التقنيين تتفاقم في العالم، وإلى الحدِّ الذي مثلما جعلها تقدم أكبر خدمه له، جعلها تشكّل أكبر خطر يهدده…
لاشكَّ أنه الخطر الذي نعيش توالي أزماته، والذي جعل هذا العبد يتمادى في إحكام قبضته علينا، بل على كلّ ما في حياتنا ومحكومٌ بغاياتِ متابعي مهماته..
ببساطة، العبد التقني هو خادمٌ ذكي، تمادى صنَّاعه في تدليله، إلى أن بات الشرُّ دليله.. أعلن تمرّده على من أوجده، فاستشرى إلى أن تعرى، كل من استغله لتدمير البشرية، وتشويه الأوطان الحضارية..
ها هو يخنق العالم بأنفاسه.. يزفرها في فضاءاتٍ تفتقدُ النقاء الذي افتقده، لطالما تجرّد من إحساسه..
بالتأكيد لا نقاءَ، فقد استشرى الوباء.. استشرى في عالمٍ لا أحد يفرضُ فيه حظر التجوال الكلّي أو حتى الجزئي، على هذا العبدُ القوي.