لا تبتعد أهداف العدوان الإسرائيلي الغادر على محيط مدينة حلب عن الأهداف الصهيونية الإستراتيجية من وراء أي عدوان يقوم به الكيان الصهيوني على سورية، والتي تتمحور أساساً حول نقاط عدة رسمتها الدوائر الصهيوأميركية منذ عقود ومازالت تسعى لتنفيذها حتى يومنا.
أولها محاولة إخراج سورية من معادلة الصراع العربي الصهيوني، وتفتيت محور المقاومة، والاستفراد بالشعب الفلسطيني وقطع التواصل بينه وبين حاضنته العربية وداعمه المقاوم، وذلك من خلال إضعافها وتدمير جيشها الوطني وإلحاقها بالقاطرة الأميركية كما بعض الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني بدون أي ثمن.
وثانيها التعبير عن طبيعة الكيان الصهيوني العدوانية الإرهابية التي نشأ عليها هذا الكيان الغاصب وطبعت وجهه العنصري القبيح على مدى سبعة عقود، والتي تتماهى اليوم مع عدوان الولايات المتحدة على سورية ودول المنطقة.
وثالثها إعطاء جرعة دعم إضافية لتنظيمات الإرهاب والتطرف التي تتهاوى اليوم واحداً بعد آخر على أيدي جيشنا العربي السوري، ومحاولة إنقاذها من الهلاك تمهيداً لإعادة تدويرها واستثمارها لاحقاً في مسلسل الفوضى الهدامة ليس في سورية فحسب بل في المنطقة برمتها.
كما أن هذا العدوان الإرهابي على محيط حلب يأتي ليدعم ويؤازر أهداف الغزاة والمحتلين الأميركيين والأتراك ومرتزقتهم للجزيرة السورية وحصارهم لأهلنا هناك ومحاولة تعطيشهم وتجويعهم تمهيدا لإحداث التغيير الديمغرافي الذي يخدم الأجندات الصهيونية.
وإذا أضفنا إلى ذلك هدف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المأزوم وهو محاولة الهروب من أزماته الداخلية وإيهام مستوطنيه بقوة كيانهم العنصري وإلهائهم عن أزماتهم العاصفة، فسنكون أمام الأسباب التي تدفع هذا الكيان لمثل هذا العدوان.
وعلينا أن ندرك أيضاً أن عدوان الكيان الغادر جاء بعد يومين فقط من الزيارة الهامة التي قام بها الوفد الروسي الرفيع المستوى إلى دمشق، وتوقيعه على اتفاقيات في غاية الأهمية، تتعلق بإعادة الإعمار، واستمرار دعم سورية بمكافحة الإرهاب، والسعي لتطويق آثار العقوبات الأميركية تحت مسمى (قانون قيصر)، ومساعدة السوريين في مواجهة وباء كورونا، وإطفاء الحرائق التي أصابت غاباتهم ورئتهم الأولى بمقتل.
فالكيان الغاصب يريد أن يعرقل إعادة الإعمار وأي خطوة سورية روسية للالتفاف على الحصار ويريد أن يؤجج الإرهاب، ويسعى لاستمرار الحرب العدوانية والفوضى الهدامة، لكن الذي غاب عن ذهن حكام الكيان الإرهابي أن تدمير السوريين لصواريخ العدوان ما هو إلا الخطوة الأولى في دحر المشروع الصهيوني برمته والأيام ستثبت لحكامه ومستوطنيه هذه الحقيقة.
البقعة الساخنة- بقلم مدير التحرير أحمد حمادة