خسرت جامعاتنا الكثير من كوادرها التعليمية بسبب الأزمة والهجرة، وأضيف لذلك في كليات الطب أزمة كورونا التي استهدفت الكوادر الطبية في هذه الكليات أكثر من غيرها فخسرت عدداً من قاماتها.
تعويض الكادر التعليمي في الجامعات يحتاج إلى مرونة عالية وتسهيل في إجراءات التعيين التي تأخذ أكثر من عام ونصف بتعقيدات يُمكن تجاوزها دون أن يؤثر على المستوى العلمي للمتقدمين لشغل وظائف تعليمية في الجامعات، مع العلم أن قرار وقف المسابقات بناءً لطلب وزارة التنمية الإدارية لم يشمل تعيين الكوادر التعليمية بما يؤشر إلى أن التأخير والتعقيدات هي داخل الوزارة، وهي كذلك ليست وليدة السنوات القليلة الماضية، ولذلك يجب التحرك سريعاً في ضوء النقص الحاصل في الكوادر التعليمية لتسهيل إجراءات التعيين وتسهيل إجراءات معادلة الشهادات ومطابقة الاختصاص.
الجامعات الخاصة استقطبت الكثير من الخبرات التعليمية، وهذا أمر إيجابي يمنح الدكتور فرصة لتحسين وضعه المادي والتفرغ للأبحاث، ويجب أن يكون أكثر يسراً مما هو عليه في موضوع الإعارة من الجامعات الحكومية إلى الجامعات الخاصة أن تكون فرصة لتعزيز العلاقة بين التعليم العام والخاص، ولكن مرونة الجامعات الخاصة وتعويضاتها العالية تستقطب الخريجين الجدد وتقطع الطريق على الجامعات الحكومية في تعويض كوادرها المتسربة، ولذلك يجب أن تعمل وزارة التعليم على تبسيط إجراءات التعيين في الجامعات الحكومية للخريجين الجدد وتنظم العلاقة مع الجامعات الخاصة، و تتميز برفدها لهذه الجامعات من كوادرها بعملية تكاملية في التعليم والبحث العلمي وتحسين المستوى العلمي ككل والمعيشي لأساتذة الجامعات.
ظروف ألازمة والخروج منها يحتاج لنمط جديد من التعاطي مع كل القضايا وعلى رأسها التعليم الجامعي بشقيه العام والخاص، الكوادر السورية تلقى ترحيباً في الخارج ويتم استقطابه بمزيد من الخصوصية وذلك لسمعتها ومستواها وتأهيلها وسلوكها المهني وهذا يعتبر شهادة تقدير للتعليم في سورية، فمن الأجدر بنا تقدير أنفسنا ومنحها ما يمنحه لنا الآخرون.
على الملأ- بقلم مدير التحرير-معد عيسى