كعادتها خلال السنوات الأخيرة و في كلّ مرة تكون على أبواب استحقاق مهم تدخل كرتنا ممثلةَ بمنتخباتنا الوطنية أو أنديتنا هذا الاستحقاق بطموحات كبيرة و بشعارات عريضة لا تتناسب أبداً مع حقيقتها و واقعها ليكون هذا التضخيم في الآمال المعقودة عليها بمثابة عامل سلبي يزيد من الضغوط على عاتق كوادر هذه المنتخبات و الأندية ليحد من عطائها و لا سيما عندما يتعلق الأمر بالأجهزة الفنية و باللاعبين الذين يتأثرون سلباً بالضغوط و بالمطالب التي تتركز على إلزامية تحقيق نتائج إيجابية.
في الحقيقة فإن النتائج السلبية التي سبقتها مقدمات مفرطة في التفاؤل ظهرت خلال أكثر من مناسبة مع منتخباتنا الوطنية خلال الأشهر و السنوات القليلة الماضية سواء تعلق الأمر بالمشاركة في التصفيات أو في النهائيات الأسيوية بينما كان الأمر مختلفاً تماماً عندما شارك المنتخب في الدور الحاسم من التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا، و كذلك خلال دورة غرب آسيا ٢٠١٢ ،حيث دخل منتخبنا تلك الاستحقاقات دون ضغوط تذكر و دون آمال كبيرة و كانت نتيجة ذلك الفوز ببطولة غرب آسيا و وصول غير متوقع إلى الملحق الآسيوي المؤهل للمونديال قبل أن تلعب تفاصيل صغيرة دورها في إبعاد منتخبنا عن إكمال المسيرة نحو العرس المونديالي.
على ذلك ووفقاً لماسبق فنحن أمام تأثير سلبي للضغوط الممارسة على المنتخب و آخر إيجابي عندما يتم التعامل مع أي مشاركة بأريحية و بنظرة واقعية وهو ما يعني ضرورة أن يخفض القائمون على رياضتنا و كرتنا من سقف الطموحات مع قيام الشارع الرياضي بتقليل حجم الضغوطات كخطوة من شأنها أن تدفع الجميع للتعامل مع مستوى كرتنا وفق ما تقوله الوقائع و الإمكانات بعيداً عن الأحلام و الشعارات.
ما بين السطور- يامن الجاجة