بعد تزايد كمياتها وخطورتها على الصحة والبيئة.. معالجة النفايات الطبية بطرق غير صحية خطر يهدد بيئة السويداء
الثورة أون لاين – تحقيق – رفيق الكفيري :
مشكلة النفايات الطبية في السويداء وطريقة معالجتها ، هذه المشكلة القديمة الجديدة مازالت تشكل هاجساً مقلقاً بالنسبة للمواطنين وخاصة القريبة مساكنهم من مكان معالجتها بطرق غير صحيحة.
*النبيشة يعبثون بها..
بالرغم من قيام مكتب إدارة النفايات الطبية في مديرية صحة السويداء بفرز النفايات الطبية بشكل علمي ومدروس بدءاً من جمعها وتخزينها ومن ثم ترحيلها إلى مكب النفايات الصلبة في مدينة السويداء، إلا أن جميع تلك الإجراءات الوقائية تذهب أدراج الرياح نتيجة العبث بالنفايات الطبية وخاصة الحادة والخطرة منها من قبل (النبيشة)، إضافة إلى عمليات الحرق التي تطولها نتيجة حرق النفايات الصلبة في مكب النفايات المذكور آنفاً، مشكِّلة خطراً على البيئة والإنسان معاً.
*مع انتشار كورونا..
مديرة مكتب ضبط العدوى وإدارة النفايات الطبية بمديرية صحة السويداء المهندسة “أماني شقير ” أشارت إلى انه انطلاقا من الحفاظ على الصحة العامة و درءاً للمخاطر الصحية الناتجة عن نفايات الرعاية الصحية ليكون الهدف الأكبر هو معالجة مسألة النفايات الخطرة مهما كان مصدرها على المستوى المحلي و الوطني و ذلك لخطورتها العالية وسوف نضيء على ملف نفايات الرعاية الصحية لأهميته و خاصة بهذه الفترة الحرجة من انتشار فيروس كوفيد 19 و اختلاطاته مع الحمات الموسمية حيث تعتبر النفايات الطبية من المسببات الأساسية للعدوى في المنشآت الصحية وتعرف نفايات الرعاية الصحية بأنها النفايات الناتجة عن المؤسسات الصحية كالمشافي و العيادات و المخابر ومختبرات الحيوان و المعالجات المنزلية و الأدوية منتهية الصلاحية وأي نفايات يحتمل أن تحمل عوامل جرثومية معدية أو كيميائية أو إشعاعية .
*إجراءات منع انتشار العدوى..
ولفتت “شقير” إلى الإجراءات التي يقوم بها مكتب ضبط العدوى وإدارة النفايات للتقليل من انتشار العدوى بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية والزوار والمتطوعين و باقي فئات المجتمع وأهمها : متابعة عمليات الفرز بين النفايات العامة و النفايات الطبية و النفايات الحادة داخل المنشآت الصحية في المحافظة حيث يتم التأكيد على استخدام أكياس خاصة للنفايات الطبية (لون اصفر ) و للنفايات العامة أكياس سوداء و بالإضافة إلى صناديق السلامة ..و يتم استخدام الكالونات الفارغة الناتجة عن قسم الكلية الصناعية كصناديق سلامة في المشافي لمنع هدرها و الاستفادة منها كموارد متاحة و ذلك للتخلص من الأدوات الحادة و لتحقيق الإدارة الآمنة للنفايات الطبية ، متابعة ترحيل النفايات الطبية و التخلص منها بالتعاون مع مجلس مدينة السويداء حيث تم فرز سيارة مخصصة لنقل و ترحيل النفايات الطبية في المحافظة ( النفايات الطبية هي النفايات الموضوعة بالاكياس الصفراء )مع سائق و عامل على السيارة و يقومون بعملهم على أكمل وجه من ناحية الالتزام بالترحيل و التخلص منها في المطمر بالتعاون مع مديرية البيئة أيضاً.
*النفايات العامة..
أما فيما يخص النفايات العامة الموضوعة بالأكياس السوداء يتم ترحيلها و متابعة ذلك عن طريق مجلس مدينة السويداء و مجالس البلديات بباقي المناطق و ليس عن طريق مكتب ضبط العدوى، القيام بالعديد من الورشات التدريبية الخاصة بضبط العدوى و إدارة النفايات الطبية و التي تستهدف العاملين بالمجال الصحي و الهدف منها تطوير خطط و سياسات ضبط العدوى و إدارة النفايات الطبية والعمل كفرق للارتقاء بالواقع الصحي وتقديم أفضل خدمة للمريض.
*فرز وترحيل النفايات الطبية..
وأوضحت “شقير ” انه تم تحديد مسؤول لإدارة النفايات الطبية في أغلب منشآت الرعاية الصحية و أهمها المشفى الوطني للمتابعة الحثيثة لعملية الفرز الصحيح و الترحيل و تحديد احتياجات الإدارة الآمنة للنفايات الطبية و تأمينها بالتعاون مع الإدارة و الكوادر الطبية و التمريضية.. كما يقوم المكتب بإجراء جولات متابعة على غالبية منشآت الرعاية الصحية التابعة لمديرية صحة السويداء و تحديد الفجوات بعملية إدارة النفايات الطبية داخل أسوار المنشآت الصحية و العمل على تجاوزها ،محاولة تحقيق مركزية التخلص من نفايات الرعاية الصحية بالمحافظة بالتعاون مع مجلس مدينة السويداء للحفاظ على الصحة العامة و الصحة البيئية ودرءاً للمخاطر الصحية الناتجة عن التخلص العشوائي منها (حيث يتم ترحيل النفايات الطبية الصادرة عن المشفى الوطني و المشافي الخاصة و المراكز الصحية بمنطقة السويداء و العيادات الشاملة و مشفى سالة و هيئة شهبا و بعض المراكز الخاصة و المخابر الكبرى عن طريق السيارة المخصصة لنقل النفايات الطبية و التخلص منها بالطمر في خلايا بيتونية بمطمر محدد واحد مع التنويه أن هيئة مشفى صلخد تقوم بترحيل النفايات
الطبية عن طريق مجلس مدينةصلخد .
*بحاحة محطة معالجة آمنة..
واشارت “شقير” الى ان تفاقم حجم المشكلة بالنفايات الطبية من ناحية الكمية المتزايدة من النفايات الطبية التي زادت من التحديات البيئية والصحية في المدن الرئيسية في المنطقة ،- قلة في الموارد المتاحة و التكنولوجيا المستخدمة و عدم وجود أبحاث كافية في مجال إدارة النفايات الطبية حيث إنها ثقافة وليدة بالمجتمع العربي، انخفاض الوعي الجمعي بالخطورة الناتجة عن هذه النفايات الطبية الخطرة حيث تتم ملاحظة الكثير من الأفراد ممن يتعاملون مع هذه النفايات بصورة غير حذرة و غير سليمة و يتم رميها بشكل عشوائي مع النفايات العامة و هذا مناف للإدارة الآمنة للنفايات الطبية حيث يمنع إعادة تدوير النفايات الطبية و استخدامها لخطورتها العالية ، تأثير النفايات الخطرة على الصحة العامة وتربية الصحة البيئية و غيرها من تلوث للتربة و للمياه و للهواء و إنتاج مواد سامة قد تصل إلى الإنسان عن طريق السلة الغذائية ،.و يجب التنويه أنه لا يوجد آلية للتخلص الآمن من النفايات الطبية في المحافظة غير الطمر الأرضي , و عليه نأمل تزويد المحافظة بمحطة معالجة أو مرمدة أو ما يوازيها للتخلص الآمن من النفايات الخطرة و في حال تعذر ذلك نقترح ترحيل النفايات الخطرة و خاصة النفايات الصيدلانية للتخلص الآمن منها بالطرق المناسبة و الصحية بصورة مركزية عن طريق الجهات المعنية، و لذلك يجب رفع الوعي و تعزيز فكر إدارة النفايات الطبية و خطورتها بشكل عام و التأكيد على ضرورة الوعي و التصرف بمسؤولية من قبل الزوار و المرافقين في منشآت الرعاية الصحية لتعزيز عمل الكادر الصحي و الوصول إلى أفضل خدمة للمريض و التعامل الحذر معها حتى بحال المعالجات المنزلية .
ودعت شقير إلى ضرورة تعميم ثقافة الإدارة الآمنة لنفايات الرعاية الصحية بشكل خاص و للنفايات المختلفة بشكل عام وتعميم ثقافة فرز النفايات حتى بين الأفراد في المجتمع
*حفرة خاصة لطمر النفايات الطبية..
الدكتور “عماد السلامة” رئيس دائرة الشؤون الصحية في مجلس مدينة السويداء أكد أن النفايات الطبية يتم نقلها من المشافي الحكومية ومشافي القطاع الخاص بسيارة تابعة لمجلس المدينة مخصصة لهذه الغاية وهي قابلة للتنظيف والتبريد والتعقيم إلى المطمر المركزي وتطمر في حفرة خاصة بجانب مكب النفايات الصلبة ، هذه الحفرة خصصت للنفايات الطبية ، ويمنع حرقها لكن (النبيشة) يقومون بحرق النفايات الصلبة في المكب ويطول ذلك النفايات الطبية للحصول على العبوات البلاستيكية لإعادة تصنيعها وبيعها في السوق المحلية.
*محاسبة العابثين..
واكد “د. السلامة” إلى أن المجلس يبذل قصارى جهده للسيطرة على المكب ومحاسبة العابثين فيه من (النبيشة) الذين يقومون بحرق النفايات وإلحاق الضرر بالبيئة المحيطة مؤكداً أن الحل الوحيد والجذري لإنهاء هذه المشكلة هو الإسراع بإنجاز معمل معالجة النفايات الصلبة في بلدة عريقة والذي بدأ العمل به منذ عدة سنوات.داعيا للعمل مع كافة الجهات المعنية للارتقاء بالواقع الصحي و يداً بيد لتجاوز الفجوات و رفع الوعي الصحي و العمل كفرق لردم السلوكيات الخاطئة و تعزيز الثقافة الصحية بمحافظة السويداء و لأن درهم وقاية خير من قنطار علاج فزيادة الوعي يؤدي حكماً للتخفيف من حجم أي مشكلة ودعا السلامة إلى ضرورة التدقيق بعملية الفرز من مصدرها على أن تشمل فقط النفايات الطبية بعيدا عن النفايات الصلبة الأخرى .