تملأ السعادة وجه محدثي وهو يستفيض في الشرح واصفاً مشروعه المعرفي بالفعل القادر على الاستجابة لاحتياجات أبنائنا الطلاب الذين أجبرتهم الظروف على الابتعاد عن أرض الوطن ، فيما جذورهم مترسخة بتلك الأرض التي نشأ عليها آباؤهم وأجدادهم لا يغادرونها ولا يرغبون في الابتعاد عنها.
فالمدرسة الافتراضية تمثل الحل المنطقي والعملي بالنسبة للطلاب المغتربين للبقاء على تواصل معرفي بالمنهاج والمقرر الدراسي الوطني أينما كانت إقامة الطالب ، سواء كان يتلقى المنهاج والمقررات المعتمدة في وزارة التربية وحدها ، أو بالإضافة إلى المنهاج التعليمي في بلد الإقامة.
لقد فرضت الحرب الإرهابية الظالمة شروطاً قاسية على الكثيرين من أبناء شعبنا تهجيراً وتوزعاً في أنحاء الأرض كلها ، الأمر الذي يتهدد الجذور الأصيلة لشعبنا ، هذا الشعب الذي أنتج وحمل بذرة المعرفة الأولى للبشرية جمعاء ونشر الأصول المعرفية للحضارة البشرية منذ بدء الخطوة الأولى للإنسان فوق الكرة الأرضية.
لقد اختار ( أوغاريت) اسماً للمدرسة الافتراضية التي بدأ مشروعها إضافة لعدة مدارس افتراضية غيرها تتوزع في غير محافظة وتقدم دروسها ومعلوماتها عبر غرف صفية افتراضية للمراحل الدراسية كلّها ، يجلس المدرس في دمشق أو غيرها من مدن الوطن ويجتمع إلى الطلبة السوريين في غرفة الصف الافتراضية متفاعلاً معهم مباشرة في أصقاع الأرض كلها .
تجولت في مبنى ( أوغاريت ) الافتراضية بغرفها التدريسية العديدة وترتيبها المدروس والمدهش بما يؤمن إعطاء الدروس في المراحل الدراسية كافة وضمان عدم التشويش ما بين قاعة صفية وأخرى ، من خلال ضمان العزل وإبعاد الضوضاء داخل المحيط والفناء الواحد.
كان الحديث عن التسهيلات المقدّمة للطلاب السوريين المتوزعين في أكثر من دولة بعضها لا يلتزم تأمين التعليم المجاني للأطفال فتكون فاتورة التعليم باهظة التكاليف لا يقوى على تسديدها الكثير من الأهل ، فيكون التعليم الافتراضي للمنهاج السوري الحل الأفضل والأمثل للمواطن المغترب الذي يحوز الشهادة السورية التي لا تحتاج معادلة أو إجراءات إدارية للقبول في جامعات الوطن ، ليبقى الدافع الوطني العامل الأكثر تأثيراً في الإقبال على الالتحاق بالمدارس الافتراضية السورية بعدما بدأت بتلقي الدعم الحكومي من وزارة التربية وغيرها من الوزارات فتبقى الروابط الاجتماعية للطالب المغترب راسخة ، وتمثل واحداً من الردود المنطقية لمواجهة العدوان الإرهابي الغربي ضدنا ، والذي يستهدف ثقافتنا وانتماءنا الفكري في الجوهر.