ظافر أحمد أحمد:
يكمّل الاتحاد الأوروبي إجراءات الاحتلال الأميركي في استهداف السوري في بلاد الاغتراب من خلال العمل على تطويعه ليكون أداة غربية للنفاذ إلى المستقبل السوري باسم (منظمات المجتمع المدني).
وضع الاتحاد الأوروبي إستراتيجيات وأفكار وتمويل ثري يخص (منظمات المجتمع المدني) ولديها أبواق إعلامية ومنصات ينفق عليها الكثير من الأموال لاستخدام سوريي الخارج كورقة ضغط على الدولة السورية.
أحد التقارير الرسمية الخاصة بأعرق وأكبر منظمة أوروبية مهتمة بشؤون المجتمع المدني ومقرها في ألمانيا ولديها مكاتب لدى أكثر من مئة دولة، يكشف بوضوح أهداف الاهتمام بالسوري في الخارج ومحاولة تنظيمه ليكون قبضة بيد الاتحاد الأوروبي، ويتحدث التقرير في حرفيته وبنسخته العربية عن (ضرورة وضع معايير السرية التي يمكن لشبكات المجتمع المدني السوري في الشتات السعي إلى بنائها مع منظمات المجتمع المدني داخل سورية..).
وكما انخدع سوريون بشعارات الربيع العربي، فإنّ سوريين هناك ينخدعون بشعارات الحرية والعدالة والتضامن والديمقراطيات الاجتماعية والنقابات الحرة التي تسوّقها أكثر من منظمة أوروبية لكسبهم، ولكن المسألة ليست مجرد انخداع بل يوجد سوريون متورطون ووضعوا أنفسهم في خدمة المنظومة الغربية لاستهداف سورية من بوابة (منظمات المجتمع المدني).
اشتهرت في مناطق سيطرة الإرهابيين منظمة الخوذ البيضاء الإرهابية ولكن المنظومة الغربية تجمّلها وتسوقها دائماً على أنّها منظمة إنسانية، أمّا على صعيد السوري في المهجر خصوصاً على الأراضي الأوروبية فقد تمّ تشكيل مراكز ومراصد ومنظمات بعضها أصبح مصدراً أساسياً تستخدمه المنظومة الغربية لتمرير أي حدث إعلامي يخص الشأن السوري بالمعلومات المزورة والمسيسة وتسوّقه على أنّه يحمل صفة سورية..، حتى أصبح يوازي دوره الإعلامي لدى المنظومة الغربية الدور الإرهابي الذي لعبته وتلعبه الخوذ البيضاء.
وفي جعبة الاتحاد الأوروبي والمنظومة الغربية الكثير من الاستهداف لسورية بالأساليب غير الإعلامية أيضاً، ويمكن الإمعان في أنموذج مؤتمرات بروكسل التي حصلت سابقاً بزعم دعم الشعب السوري ويرتكز نشاطها الأساسي على من أعطاهم الاتحاد الأوروبي صفة (منظمات مجتمع مدني سوري) لتمرير أفكار وتصورات لا تحمل سوى الخراب لسورية.
وعي سوريي الخارج على المحك أيضاً في التنبه إلى أيّ نشاط أوروبي يخص السعي للوصول إليهم تحت شعارات المجتمع المدني فهي الأخطر في الخداع ولا تعني سوى توريط السوري للعمل ضد مصلحته ومصلحة بلاده كي تتسيده المنظومة الغربية وتجعله أداة رخيصة.