الثورة _ رفاه الدروبي:
استخدمت الدكتورة عتاب ناعم في لوحاتها تقنية جديدة تعتمد على الطبقات الكثيرة. ومن الجماليات التشكيلية فيها المرتكزة على خطوط محبوكة باللوحة بتكوين متين متناغم مع أجزائها محاولة تحقيق التنوّع البصري في الملمس.
التشكيلية ناعم أوضحت أنَّها توجَّهت على مستوى الموضوعات بتكوين ذي اتجاهين: الأول ركَّز بمضمونه على التراث السوري الأصيل القديم إذ جذبها أثناء دراستها العليا ليكون شاغلها، الميثولوجيا السورية وشكَّلت لديها هدفاً للانطلاق من نقطة مضيئة بتاريخنا العريق كي تتمتع بلغة بصرية لا توجد إلا في بلادنا، كانت عبارة عن أمورهي اصطلاحية روحانية، مازالت ماثلة حتى أيامنا الراهنة.
بينما ترى في لوحاتها المعروضة في البيت الأزرق مع نخبة من الفنانين أنَّ الاتجاه الثاني للفن لديها يحمل مقومات قوية تنعش النفس، وتمدنا بالقوة سواء أكانت للفنان أم للمتلقي، استمدتها من الواقع التراثي، لأنَّها تمدُّنا بروحانية وجدانية اعتبرتها نوعاً من التأمل، وليست مجرد تراث وأفكار؛ بل مشاعر وأحاسيس مُرهفة جيَّاشة مُشبعة بنقاط القوة تحمل شيئاً ذاتياً، وجدتها في الميثولوجيا السورية كونها تمدُّها بالقوة، فتجعلها تسيرنحو الأمام، بحيث تُمثِّل شخصيتها وتفكيرها، كما تشعر بأنَّها تعبِّرعن المتلقي لتؤكِّد مدى الشبه بين بعضنا البعض، كما ترى أنَّه عندما تُدعم القوة الذاتية بالتاريخ المميز يشعرالإنسان بالقوة ويسير قدماً نحو الإمام.
