حسين صقر:
يحكى أن دجاجة بريّةً أضاعت طريق العودة إلى الغابة التي تعيش بها مع أهلها بعد أن قطعت مسافة طويلة في رحلة الاستجمام، وقد انتهى بها الأمر إلى غابة ساحرة، تتنوع فيها الأشجار المختلفة الأشكال والألوان والأطوال.
وبعد فقدانها الأمل بالعودة، قررت المتابعة إلى الأمام بحذر وخوف شديدين، وفي طرف الغابة رأت قطعاناً من الخيول البرية وحُمُرِ الوحش، والخنازير البريّة، والغزلان والماعز، بالإضافة إلى طيور النعام والبط والإوزّ والحمام والبلابل والعنادل، وكل أنواع الطيور باستثناء الدجاج!.
خافت الدجاجة وغيّرت اتجاهها مسرعة، لعلها تنجو بنفسها من قوم لا تشبههم ولا يشبهونها، ولكنّ حصاناً بريّاً انتبه إليها، وطلب منها التوقّف فوقفت مكانها، وقد أصابها خوف شديدٌ.
اقترب الحصان منها وسألها: لماذا هربتِ أو غيرتِ وجهتك؟
الدجاجة: خفتُ على نفسي منك ومن بقية حيوانات الغابة، ضحك الحصان البريّ، وقال لها: لا تخافي، بإمكانك المتابعة في طريقك إذا لم تثقي بي، ولكن أخبريني قبل أن تغادري: ما الذي جاء بك إلى غابتنا؟!
قالت: تهتُ، ولا أعرف العودة إلى غابة أهلي، قال الحصان البريّ: إن كنتِ ترغبين بالعيش معنا فمرحباً بكِ، ويمكنني أن أعرفك على حيوانات الغابة، وعندما لاحظت صدقه ووداعته وافقت وسارا معاً، فقال: نحن في غابة السلام، اخترنا هذا المكان للعيش بأمان، ندافع عن بعضنا البعض ضدّ أي عدو يريد بنا الأذى، كلنا نحب بعضنا، والجميع يعرفون حقوقهم وواجباتهم.
سألها: وكيف تعيشون أنتم؟، تنهدت وقالت: غابتنا كبيرة وجميلة وخيراتها وفيرة، لكن لا توجد محبة بيننا، تراهم يتقاتلون على حبة القمح، رغم وفرة الطعام، لذلك طمعت بنا الثعالب، واليوم أشكر الله لأنني أضعت الطريق ووجدتُ نفسي في غابتكم، لأنني أرغب في العيش بسلام.
جمع الحصان كل حيوانات الغابة وعرفهم بالدجاجة التي ترغب بالانضمام إليهم، ففرحوا ورحبوا بها، وأقاموا حفلة بالمناسبة.