الغطرسة والبلطجة الدولية.. نهج أميركي ثابت

وسط هذا العالم المضطرب، المليء بالفوضى والحروب بفعل السياسات الأميركية المزعزعة للأمن والاستقرار الدوليين، يزداد الاهتمام الدولي لمعرفة هوية ساكن البيت الأبيض الجديد وانتمائه الحزبي، “جمهورياً كان أم ديمقراطياً”، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية لمسافة نحو أسبوعين، لما تشكله هذه الانتخابات في العادة من تأثير على القضايا والأحداث الدولية، ولكنها في المجمل لا تحدث أي تحولات جذرية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، فكل إدارة جديدة تستكمل ما بدأته سابقتها، السياسة الداخلية فقط قد يطرأ عليها بعض التعديلات، وغالباً ما تكون من باب “النكاية السياسية” بين الحزبين الحاكمين بالتناوب لا أكثر ولا أقل، أما جوهر السياسة الخارجية المرتكز على نهج الغطرسة والبلطجة الدولية، فهو ثابت لا يتغير.
ما يعزز هذه الحقيقة، أن النظام السياسي الأميركي هو في الواقع نظام عصابات وقطاع طرق، لا يديره رئيس دولة، وإنما مدير تنفيذي يمثل شركات السلاح والنفط والبنوك وغيرها، ومهمة هذا الرئيس أو ذاك تنفيذ الخطط والمشاريع الجاهزة والمعدة لتكريس حالة الهيمنة والتفرد على الساحة العالمية، ولا نعتقد أن أياً من مرشحي الحزبين “الجمهوري أو الديمقراطي” سيشذ عن هذه القاعدة، لأنه مكبل بالكثير من القوانين الدستورية التي تمنعه من ذلك، وما يثار بين الفينة والأخرى من بعض الخلافات والانقسامات المزعومة بين هذين الحزبين بشأن بعض الملفات الخارجية لا تعدو عن كونها مجرد مسرحيات هزلية لإيهام العالم بوجود مساحة كبيرة من “الديمقراطية والحرية” اللتين تتذرع بهما واشنطن لشن حروبها وغزواتها ضد الدول المستهدفة بأطماعها.
من الواضح تماما أن كل ما من شأنه تقويض الأمن الاستراتيجي العالمي، هو محل توافق مطلق بين “الجهوريين والديمقراطيين”، دعم الإرهاب على سبيل المثال هو نهج ثابت لكل الإدارات الأميركية المتعاقبة، وما يجري في سورية نموذج صارخ على ذلك، إدارة أوباما ” الديمقراطي” صدرت مئات آلاف الإرهابيين، وإدارة ترامب “الجمهوري” قدمت لهم ولم تزل كل لوازم الحماية والرعاية، وكلا الإدارتين استخدمتا الأدوات ذاتها لمحاولة استهداف الدولة السورية وشعبها، وكلتاهما وظفتا كل إمكانياتهما وعملائهما لاستهداف محور المقاومة ومحاولة إضعافه وحصاره، والأهم من ذلك أن كل الرؤساء الأميركيين وإداراتهم قدموا شتى أنواع الدعم للكيان الصهيوني، وسعوا لفرض هذا الكيان كذراع إرهابي متقدم في المنطقة، ولم يسبق أيضا لإدارة أميركية أن احترمت القوانين الدولية، أو أقامت وزناً لاعتبارات القيم الإنسانية.
مناصبة العداء للشعوب المناهضة للسياسة الأميركية، نهج مشترك دأبت عليه كل إدارات البيت الأبيض، انطلاقاً من النزعة الإجرامية ذاتها التي تتحكم بعقول كل الرؤساء والمسؤولين الأميركيين، فكلهم، “جمهوريون” كانوا أم “ديمقراطيون” يسترشدون بقوانين شريعة الغاب، ويعتمدون على فائض القوة الغاشمة التي تمتلكها بلادهم لشن كل أنواع الحروب العسكرية والاقتصادية والسياسية لمحاولة إركاع تلك الشعوب وإخضاعها لإرادتهم ومشيئتهم، وهذه السياسة المتغطرسة لا يمكن أن تتوقف في عهد ترامب أو منافسه بايدين، فكلاهما يمثلان رمز العنصرية والإجرام والإرهاب الأميركي.

نبض الحدث- بقلم أمين التحرير ناصر منذر

آخر الأخبار
دلالات سياسية بمضامين اقتصادية.. سوريا تعزز تموضعها الدولي من بوابة " صندوق النقد الدولي والبنك الدو... سجال داخلي وضغوط دولية.. سلاح "حزب الله" يضع لبنان على فوهة بركان لجنة لتسليم المطلوبين والموقوفين في مدينة الدريكيش مصادرة حشيش وكبتاغون في صيدا بريف درعا The NewArab: الأمم المتحدة: العقوبات على سوريا تحد يجب مواجهته إخماد حريق حراجي في مصياف بمشاركة 81 متسابقاً.. انطلاق تصفيات الأولمبياد العلمي في اللاذقية "لمسة شفا".. مشروع لدعم الخدمات الصحية في منطقة طفس الصحية وزير المالية: نتطلع لعودة سوريا إلى النظام المالي الدولي وقف استيراد البندورة والخيار رفع أسعارها بأسواق درعا للضعفين 34 مركزاً بحملة تعزيز اللقاح الروتيني بدير الزور البنى التحتية والخدمية متهالكة.. الأولوية في طفس لمياه الشرب والصرف الصحي    تستهدف 8344 طفلاً ٠٠ استعدادات لانطلاق حملة اللقاح الوطنية بالسقيلبية  بعد سنوات من الانقطاع.. مياه الشرب  تعود إلى كفرزيتا  جولة ثانية من المفاوضات الأمريكية- الإيرانية في روما أردوغان: إسرائيل لا تريد السلام والاستقرار في المنطقة جنبلاط: هناك احتضان عربي للقيادة السورية واقع مائي صعب خلال الصيف المقبل.. والتوعية مفتاح الحل برسم وزارة التربية النهوض بالقطاع الزراعي بالتعاون مع "أكساد".. الخبيرة الشماط لـ"الثورة": استنباط أصناف هامة من القمح ...