بعد غد الأربعاء تتجه أنظار العالم – مخيرة أو مجبرة.. مبتهجة أو مكتئبة – إلى سورية مهد الحضارات وأرض الأبجدية الأولى، لأن السوريين على موعد جديد مع كتابة أبجدية جديدة في الانتماء والصمود ورفض الاملاءات، على موعد مع مشهد حضاري منتظر لم يتخلفوا عنه يوماً، ليؤكدوا لمن يعنيهم الأمر، أنهم أصحاب الكلمة والقرار وأصحاب السيادة والشرعية، ولا سلطة لأحد على وجه الأرض عليهم سوى حبهم لوطنهم وإيمانهم المطلق بعودته إلى سابق عهده من الأمن والاستقرار والازدهار والحضور الفاعل، بعد غدٍ يقدم السوريون صورتهم الحقيقية المنسجمة مع أصالتهم ويقولون كلمتهم الواضحة والصريحة بزحف عظيم إلى صناديق الاقتراع لاختيار رجل الدولة والرئيس الذي سيكمل معهم مشوار النصر.
مشهد الخميس الذي رسمه أبناء سورية في دول النزوح القسري والاغتراب بحضورهم الفاعل والمميز ومشاركتهم الواسعة في عرس الوطن، أقضّ مضجع أبواق التضليل والتشويش والدعاية الرخيصة، ونسف رهانات العواصم المريضة بوهم الديمقراطية، وأعطى فكرة كاملة عن مشهد الأربعاء القادم، المشهد الذي سيهيل التراب على أحلام وأوهام المراهنين على سقوط سورية أو ضياعها أو خروجها عن سكة الكرامة والقرار الوطني المستقل.
يوم الأربعاء القادم هو يوم سوري بامتياز، سيرى الأصدقاء والحلفاء فيه ما يسرهم ويبهجهم، والأعداء والخصوم ما يكدرهم ويثير سخطهم، فحرب العشر سنوات لم تزد السوريين سوى قناعة بصحة خياراتهم وصوابية قراراتهم الوطنية، وقد أتت مواقف بعض الدول الغربية المنخرطة في العدوان على سورية، لتؤكد لهم أنهم كانوا على حق، حين قدّموا أغلى التضحيات في سبيل الدفاع عن سلامة سورية ووحدة شعبها في مواجهة هؤلاء المعتدين الطامعين، فكلّ صوت يضعه السوريون في صناديق الاقتراع بعد غدٍ هو بمثابة رصاصة في صدر الأعداء، لأنهم اختاروا سورية أولاً وأخيراً، وهم يستفتون على حريتها وكرامتها واستقلالها ومنعتها، ولا جدال في ذلك.
البقعة الساخنة – عبد الحليم سعود