الثورة – حسين صقر:
عن أجمل الأمنيات يتحدث السوريون، وعن عام جديد يحمل في طياته الحلول لآلامهم .
السوريون على امتداد بقاع الجغرافيا، يتساءلون فيما إذا كانوا قادرين على تحويل هذه الأمنيات في العام الجديد من مشاعر تكمن في قلوبهم، ومرتسمة على صفحات أذهانهم وأجهزة اتصالاتهم إلى أفعال تطوي لهم أياماً من الحاجة والحرمان.
في حياة السوريين، باتت الأحلام والأمنيات المؤجلة كثيرة، لكن يحدوهم الأمل بأن غياب تلك الأحلام لن يدوم طويلاً، وسوف تتحقق بزوال غيوم الإرهاب التي لا يزال بعضها جاثماً على خاصرتي الوطن، وأن ما يرونه ليس أكثر من وهم، وخيال سابح، وسوف يتحول فجأة إلى ضوء قد يتسلل في أي لحظة إلى القلوب ويستقر بها، فيشعرون حينئذٍ بالدفء.
يعلم السوريون على امتداد الساحات أن ظروف الحياة تفرض بعض الأحيان أن تؤجل شيئاً، سفراً أو مشروعاً أو ربما لقاءً، وأن الإنسان يضحي بفرصة عمل، أو يؤجلها، لكن الأحلام أبداً لن تؤجل، وتأجيلها من أصعب الأمور التي تواجهه.
يعلم السوريون أيضاً أن القدر حيناً والحظ حيناً آخر يلعب دوراً في تأجيل الفرص والأمور، لكن الإرادة وحدها هي التي تمنع تأجيل الأحلام، رغم عجز القدرات التي غالباً هي السبب الذي يعوق أي أمنية.
لهذا يدرك السوريون وكل من مكانه أن ثمة مسؤوليات ملقاة على عاتق كل واحد منهم، وكل من مكانه، حيث الطالب من مدرسته، والجندي في ثكنته، والعامل خلف آلته، والموظف أياً كان اختصاصه في مكتبه.
المهم في الأمر ألا يهمل الإنسان أحلامه، وأن يحمل تلك المسؤولية، بكل قوة واقتدار، حتى ولو قسى على ذاته، وإلا تتسرب أحلامه من بين يديه ويتبدد الأمل من فكره وعقله، وتصبح أمنياته وأحلامه على حد سواء مجرد سراب.
إن تأجيل الأحلام لا يضر بشخص واحد، فهو قد يضر جيلاً كاملاً، وتصبح الإرادة التي تصنع المستحيل بائسة في بنك أعلن الإفلاس.
فالأحلام كما يقال: ليست وعوداً كاذبة أو شيكاً بلا رصيد أو عهداً كاذباً، فهي تعني أن تكون قادراً على صنع الحقيقة، لأن الحلم بلا واقع دخان في الهواء سرعان ما يتلاشى.