مكتب تنفيذي جديد لمجلس محافظة دمشق انتخب بالأمس يترأسه مهندس له باع طويل في العمل في دوائر المحافظة المختلفة، واللافت أن الوجوه التي أصبحت واجهة للمكتب التنفيذي الجديد للمحافظة كلها تقريباً من أصحاب الشهادات الجامعية باختصاصاتها المختلفة، وهذا يصب في صالح العديد من القضايا التي ستناقش مستقبلاً على مستوى العاصمة، علماً بأن معظم الأعضاء الجدد كانوا أعضاء في المجالس السابقة.
المجلس الجديد سيكون أمام أعباء كبيرة ومشكلات صعبة تنوء تحتها العاصمة، ومكتبها التنفيذي مطالب أكثر من أي وقت مضى ببذل المزيد من الجهود واتخاذ القرارات الصائبة ومراجعة القرارات التي أدت لتوعك في بعض مفاصل الحياة في دمشق والتشدد في تنحية المصالح الشخصية التي غلبت على عدد من القرارات الخاصة بشؤون المدينة سابقاً، فدمشق اليوم مدينة أتعبتها التجارب، والكم الكبير من المشاكل التي تواجهها ابتداء من فقدانها لهويتها العمرانية ومشاكل المدينة القديمة مروراً بمشاكل النقل والمرور والتعديات على المساحات الخضراء المتبقية كمتنفس لسكان العاصمة وليس انتهاء بمشاكل السكن البديل والبطء في تنفيذ المشاريع العمرانية والسياحية والتأخر في معالجة واقع الأحياء التي تضررت خلال الحرب والفساد الذي تفشى بمظاهر منها الواضح ومنها المقنع في مديريات المحافظة المختلفة وغيرها مما لايتسع له مقالنا هذا.
المسؤوليات جسيمة أمام الأعضاء الجدد، والجهود التي يفترض أن تبذل ستكون مضاعفة كي تستطيع دمشق أن تخفف من وطأة مايعاني منه ساكنوها وكل من يقصدها وتبقى قبلة الحضارة كما كانت دائماً وكل من أدلى بصوته في صندوق الاقتراع يأمل أن تكون دمشق أمانة في أيادي مجلسها الجديد ومكتبه التنفيذي فيكونوا ممثلين بجدارة لمن انتخبهم.